جهاد نافع - الديار
عشية الاستحقاق الانتخابي لمنصب الافتاء في الشمال والبقاع وجبل لبنان، والمقرر يوم الاحد المقبل، ارتفعت حدة التنافس في طرابلس والشمال، بينما ترتفع وتيرة مساعي التوافق في عكار.
المرشحون لمنصب الافتاء في طرابلس سبعة، ويبدو ان مساعي التوافق بينهم قد فشلت او شبه معدومة.
ووفق مصادر دينية، ان المعركة الانتخابية تكاد تنحصر بين المفتي المكلف حاليا الشيخ محمد إمام، والشيخ سمير كمال الدين، فيما اصدر المرشح الشيخ أحمد المير بيانا اعتبر فيه ان " فكرة خوض المعركة من دون جنود اقوياء، وعدم التكافؤ في موقع المعركة وفي العدة والعتاد، لامر يجعل الانسان يفكر مليا ، ينظر الى كل جانب من جوانب المعركة الغير متكافئة ابدا، والتي يشوبها كثير من الشوائب وعلامات الاستفهام". وقال: "معركة الافتاء معركة اللاعب الاساسي فيها هم، اهل السياسة بما يتحكمون ويفرضون سيطرتهم على بعض المنتسبين اليهم، وهذا امر معروف ومعلوم لدى الجميع ، حتى من هم احرار باختيارهم تجدهم يحتارون اين يضعون الصوت ، ومنهم من يريد التوافق وهم يعملون عليه بالسر والعلن، لتجنيب الدار انقسام كبير".
ورغم ذلك يؤكد المير استمراره في الانتخابات من منطلق " حرية الفكر، وانا مؤمن بكل حرّ يريد التغيير والإصلاح". ما اشار اليه الشيخ المير، يبدو لافتا نتيجة تدخلات سياسية عبر التواصل مع الناخبين، عدا لعبة المال التي تحضر في اي استحقاق انتخابي مدني او ديني.
وتتحدث المصادر عن عدة احتمالات:
- احتمال توافق بعض النواب والساسة حول اسم الشيخ محمد إمام، لاعتبارات عديدة منها انه يمثل خط الاعتدال، ومشهود له نظافة اليد والتقوى والعلم الواسع.
- واحتمال آخر بتوافق نواب آخرين ومرجعيات حول اسم الشيخ القاضي سمير كمال الدين ، المشهود بفتاويه وبعمق فكره الشرعي الديني والمعروف بوسطيته واعتداله.
وتشير المصادر الى ان "هيئة علماء المسلمين" لم تتمكن من التوافق على اسم واحد.
اما في عكار، فكشفت المصادر عن توجه يتجه عدد من المشايخ المستقلين لزيارة كل من الشيخين اسامة الرفاعي وزيد بكار زكريا، بغية وضع آلية تترجم وعودهما بالتنازل عن ترشحهما، والتوافق على اسم الشيخ زيد الكيلاني، لتجنيب عكار المعركة الانتخابية والتنافس الحاد بينهما ، واذا صحت التوقعات وصدقت النوايا، فان دارة آل الكيلاني في (بيت الحاج) ستشهد في الايام القليلة المقبلة اجتماعا كبيرا للعلماء الاقطاب الثلاثة، بحضور نواب عكار السنة ومجموعة كبيرة من اهل الرأي في الطائفة، وبذلك تكون الدار التاريخية للافتاء في بيت الحاج قد استمرت في دورها في توحيد نسيج الطائفة كما عهدها الجميع منذ عشرات السنين.
وذكرت مصادر الشيخ الكيلاني انه نزولا عند رغبة مجموعة من المشايخ المستقلين سيستمر الكيلاني في ترشحه، ولن يترك السباق الانتخابي.