مازح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في أحد اللقاءات، ضيفه بالقول إن النسيان نعمة بات يتمتع فيها جراء كورونا، وأنه بات ينسى خصوصا محطات تسببت له بوجع رأس.

ويظهر أن نعمة النسيان حلّت موسميا على ميقاتي في لقائه أمس بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. إذ كان لافتا إعلانه بعد اللقاء أن الراعي "لفت نظري إلى أنه كان من الضروري إجراء تشاور قبل عقد جلسة الحكومة الأخيرة".

وقالت مصادر وزارية معنية تعليقا على كلام ميقاتي: يبدو أن الرجل فعلا يعاني عوارض النسيان. إذ لم يكن في حاجة الى البطريرك لكي يذكّره بضرورة التشاور مع المكونات التي تتألف منها الحكومة قبل الإقدام على اجتماع غير دستوري لحكومته بغياب الميثاقية. فميقاتي نفسه في كلمته في جلسة مجلس النواب في 3 تشرين الثاني، قال بالحرف: "في موضوع ممارسة الحكومة مهامها، فأنا أعي تماما أنه عندما يتحدث الدستور عن تصريف الأعمال بالمعنى الضيق، فهو حتما يميز بين حكومة كاملة الأوصاف وحكومة تصريف الأعمال، وهذا الأمر ينطبق في الأيام العادية، ولكن عندما تقتضي المصلحة الوطنية العليا، سأستشير المكوّنات المشاركة في الحكومة لاتخاذ القرار المناسب، بدعوة مجلس الوزراء اذا لزم الأمر، وأنا لست في صدد تحدي أحد، ولا ضد أحد. سنتشاور في أي موقف ونتخذ القرار المناسب."

أضافت المصادر: إلتزم ميقاتي في كلمته بالتشاور المسبق مع كل مكونات الحكومة، وهو ما لم يفعله، بل أقدم على عقد اجتماع لمجلس الوزراء بعدما استحصل من الثنائي الشيعي على الغطاء، مهملا باقي المكونات، ولا سيما رفض 8 وزراء، أي ثلث الحكومة، المشاركة في الإجتماع. كما قفز فوق الرفض الذي أبلغ إياه الراعي صراحة قبل 48 ساعة من الجلسة المشهودة. وهو أيضا أنه مشى بآلية عمل لتسيير أعمال حكومته تضرب الميثاقية وتغيّب رسميا مقام رئاسة الجمهورية، باستبادل توقيع الرئيس بتوقيعين عائدين له، الى جانب تواقيع الوزراء المختصين بدل توقيع جميع الوزراء على غرار ما فعل الرئيس تمام سلام.

وكشفت المصادر أن ميقاتي أبلغ أحد زواره أنه لم يكن ليمشي بهذه الآلية مع علمه بوجود نواقص فيها، لولا الجوّ السني الضاغط الذي ليس في استطاعته تجاوزه.