جويل بو يونس - الديار
بعد التصعيد على جبهة ميرنا الشالوحي - حارة حريك، وحرب البيانات المضادة، اطلّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يوم الاحد في مقابلة تلفزيونية، متقصدا ان يبعث باكثر من رسالة لحزب الله، وتحديدا لشخص امينه العام السيد حسن نصر الله.
المستمع لكلام باسيل يستنتج بشكل واضح انه حرص على الا «يزيدا ولا ينقصا»، فصحيح انه اعلن ان ما حصل بموضوع جلسة مجلس الوزراء كبير جداً، ولا يخص فريقين في لبنان ويجب تصحيحه، لكنه حرص ايضا في الوقت نفسه على تحييد شخص امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي « له مكانة خاصة في عقلي وقلبي، وافكر به بشكل مختلف عن كل الناس في السياسة في لبنان، واذا وضعنا جانبا الجنرال عون... السيد حسن هو عندي غير كل الناس»، بحسب تعبير باسيل، كما شدد باسيل على انه بموضوع عقد جلسات الحكومة لم يحصل الاتفاق مع السيد نصرالله شخصيا، وانه قصد بالصادقين حزب الله لا السيد نصرالله.
على اي حال، بلغ كلام باسيل الليلي آذان حارة حريك ووصلت الرسالة: باسيل لا يريد كسرها مع الحزب. فكيف وقع كلام رئيس التيار على الحليف؟
فيما تكتم اكثر من مصدر نيابي في حزب الله على اعطاء اي معلومة او التعليق، كشفت اوساط مطلعة على جو الحزب بان حزب الله لا يرغب بالدخول بسجالات علنية، لا سيما مع التيار الوطني الحر، وهو حريص على العلاقة والتفاهم مع التيار، مشيرة الى ان كلام باسيل اظهر جوا من التهدئة.
وعما اذا كان الحزب سيصحح كما طلب باسيل، الخطأ الذي ارتكبه بموضوع المشاركة بجلسة الحكومة وتوقيع المراسيم؟ تكتفي الاوساط بالقول: الجلسة انتهت واصبحت وراءنا، والعمل راهنا سينصب باتجاه ارساء التهدئة، وبعدها اعادة فتح قنوات التواصل بين باسيل وحزب الله، مع الاشارة الى ان المعلومات تؤكد ان اي لقاء بين الطرفين لم يحصل منذ مؤتمر الوزير باسيل الشهير.
اما عن كلام باسيل واعلانه ان تفاهم مار مخايل على المحك، فعلقت الاوساط المطلعة على جو حزب الله بالقول: لمَ التفاهم على المحك؟ نحن حريصون الا يكون كذلك، وسنعمل من اجل هذا الهدف، وتتابع الاوساط بان هذا التفاهم مرّ بتجارب كثيرة ومنها ما كان اصعب من «جلسة حكومية»، وتستفيض الاوساط بالشرح فتشير الى انها ليست المرة الاولى التي يختلف فيها التيار مع حزب الله، فعند انتخاب الرئيس بري مثلا لم يسر التيار برغبة الحزب، ولم يفتعل الحزب بنتيجة ذلك اي مشكلة، وكذلك بموضوع المجلس الدستوري اختلف الطرفان ولم تصل الامور الى هذا الحد، حتى باكثر المواضيع حساسية ودقة بالنسبة لحزب الله، وهو ملف القضاء وانفجار المرفأ، طلب الحزب من التيار التصرف، لان ما يقوم به المحقق العدلي طارق البيطار فيه تجاوزات كثيرة، الا ان التيار قال ان لا علاقة له بالبيطار، وتكمل الاوساط بان تفاهم مار مخايل مرّ ايضا بامتحانات اصعب بكثير، منها ما حصل عام 2008 وكذلك معارك فجر الجرود وغيرها، الا ان هذا التفاهم لم يقع!
وعليه، تؤكد الاوساط المطلعة على جو حزب الله، بان الاختلاف بالسياسة ليس ممنوعا بل هو مشروع، والحزب حريص على اعادة العلاقات مع التيار لطبيعتها.
وعليه وبالانتظار، لافتا اتى كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس من بكركي، بعدما اعلن انه «اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة»، وفي هذا السياق، اكدت المعلومات بان حزب الله سيحضر جلسة التشاور بطبيعة الحال، وتكشف ان وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار هو من طلب عقد اللقاء التشاوري يوم الاثنين الماضي بعد التنسيق مع الوزير باسيل والوزراء المعنيين.
وفي اتصال مع وزير الشؤون، قال الحجار لـ «الديار»: طلب مني باسيل التنسيق ففعلت، وقد أبلغت ميقاتي باننا جاهزون لنجلس في نهاية هذا الاسبوع بعد عودة الوزير وليد فياض من باريس، وقبل سفر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. واضاف الحجار: نحن ننتظر الموعد النهائي منه. وتابع: غداً (اي اليوم) سازور الصرح البطريركي لأضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالأجواء.
كما علم ايضا ان وزير السياحة وليد نصار سيزور ايضا بكركي يوم الجمعة للقاء البطريرك الراعي، مع الاشارة الى ان نصار كان ضمن الوزراء المقاطعين لجلسة الحكومة، ولو انه يتمايز عن زملائه بملفات عديدة. فهل تنجح «جلسة التشاور» في نزع فتيل التفجير؟