شيعت قيادة الجيش وبلدة حصرون ابنها العميد المهندس جورج جان متى في مأتم رسمي وشعبي حاشد اقيم في كنيسة القديسة حنة في حصرون، وترأس صلاة الجنازة رئيس أساقفة طرابلس المطران يوسف سويف وكهنة حصرون والمنطقة. حضر التشييع العميد الركن نمر ابي ناصيف ممثلا وزير الدفاع وقائد الجيش، العقيد كابي يمين ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدم عازار الشامي ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، العقيد إسكندر يونس ممثلا مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، النائب السابق جوزيف إسحق ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، النائب أديب عبد المسيح، المحامي جان الغريشي ممثلا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فادي قديسي ممثلا النائب ميشال معوض، حنا طوق ممثلاً النائب وليام طوق، المحامي ريمون الزاعوق ممثلاً النائب طوني فرنجيه، أمين عام حزب الوطنيين الاحرار السابق المحامي يوسف الدويهي، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، رئيس مؤسسة شبل عيسى الخوري المحامي روي عيس الخوري، ورؤساء بلديات ومخاتير بلدات قضاء بشري وحشد من الفعاليات الاجتماعية والمدنية والعسكرية وافراد العائلة وأبناء حصرون والقرى المجاورة.
وألقى المطران سويف كلمة استهلها بنقل تعازي النائب البطريركي العام على الجبة المطران جوزيف النفاع. وقال: "نجتمع اليوم لوداع اخينا العميد المهندس جورج ابن هذه البلدة العريقة، ابن العائلة المسيحية المؤمن حيث ترعرع بين أحضان ام فاضلة ابنة عائلة معروفة بالنخوة والرجولة والكرم رفيقتها الدائمة مسبحتها وصلاتها كانت خدمة العائلة دون كلل او ملل. وأب عصامي لم يجد التعب لجسده سبيلا كان يصل الليل بالنهار لتأمين الحياة الكريمة لعائلته فأسسا عائلة مؤلفة من ستة شباب وصبية على قلب واحد، تربوا على الفضائل المسيحية والإنسانية وعلى حبهم لحصرون وللوطن".
وأضاف: جورج فقيدنا الغالي تربى بهذه الخميرة فكان منذ صغره فردا من فرسان العذراء في البلدة. كبر ودرس وأصبح مهندسنا مدنيا والتحق بمؤسسة جميعنا نفتخر بها وهي مؤسسة الجيش اللبناني. وأسس جورج بدوره عائلته مع زوجته ابنة بلدة بلا، الاعلامية غلاديس العنداري وأصبح لديهم ثلاثة اولاد يتربون على نفس المبادئ المسيحية دجوني ودجوي ودجو. لقد تميز فقيدنا الغالي بكرمه واندفاعهم ونخوته وكان قلبه صلب لا يهاب النار محباً، شهماً ،مقداماً، لا يتردد كلما ناداه الواجب، كان سندا لعائلته ولكل شخص التقاه ولم يتأخر يوما ومن دون الطلب منه عن أدائه الخدمة من دون منة".
وتابع: "اليوم نحن مدعوّون لنجدد إيماننا بيسوع الذي انتصر على الموت والألم والحزن بقيامته من بين الأموات، صحيح ان العائلة اليوم في حزن عميق ونحن نتضامن بالصلاة معها لان جورج كان دائما وبكل جدية ومسؤولية يعيش دعوة المسيح الإيمانية في عائلته وفي وطنه وفي المؤسسة العسكرية التي انتمى اليها. فكانت حياته سهر دائم بروحانية وشمولية مجددا إيمانه وملبيا دعوة المسيح لان نكون عائلة بشرية واحدة وأخوة بالانسانية وان نكون بالواقع الفعلي اليومي مؤتمنين على لبنان وطن الرسالة والتعددية في الوحدة".
واضاف: "الرب أعطى والرب اخذ. نحن في أجواء الميلاد نأمل من الطفل يسوع ان يبلسم قلوب العائلة المفجوعة ونطلب منك يا رب إن تتقبل ابنك جورج بين احضانك وليرقد بسلام على رجاء القيامة، ولتكن دائما مشيئتك والمجد لصليبك المقدس،المسيح قام،حقا قام ،ونحن شهود على ذلك".
وبعد الصلاة تلا العميد ابي ناصيف سيرة العميد الراحل وتابع: "نودع اليوم بكل أسى رفيق سلاحنا العميد المهندس جورج متى وفي قلوبنا شعور بخسارة كبيرة سواء على المستوى الشخصي لكل من عرف الفقيد او على مستوى المؤسسة العسكرية التي فقدت برحيل احد المع ضباطها وأكثرهم مهنية. لكننا في الوقت عينه ننظر بعين الفخر والاعتزاز الى سيرة فقيدنا التي ملأها عطاء وجعلها مثالا يحتذى به لمن يليه من أجيال في الجيش فقد تولى خلال خدمته عدة وظائف أظهر فيها الباعة والدقة والاخلاص في العمل وكان مؤتمنا على جزء من مقدرات الجيش وامواله فاثبت حرفيته ونظافة كفه وحسن إدارته".
وبعد ان عدد الأوسمة التي حاز عليها خلال خدمته توجه بالتعزية قائلا: "اعزيكم جميعا باسم وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون واسأل الله تعالى ان يمنّ على العميد المهندس جورج متى بالرحمة الواسعة وان يلهم أهله الصبر والسلوان".
وانتقل الجميع الى خارج الكنيسة حيث اقيمت مراسم التشريفات على وقع موسيقى التعظيم التي ادتها فرقة من الجيش اللبناني قبل أن يوارى النعش في مدافن العائلة ويتقبل الاهل التعازي في صالون الكنيسة.