كتبت لورا يمين في المركزية
فيما يبدو ان النجاح في انجاز الاستحقاق الرئاسي مستبعد، وقد رُحّل الملف بتفاصيله المعقّدة الى العام المقبل على الارجح، يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفع الصوت مناديا بضرورة وضع حد سريعا، لهذه الوضعية، بما انها تتهدد النظام والدستور والاستقرار والطائف، ليس فقط حقوق المسيحيين. من الاردن، رأى مطلع الاسبوع الماضي ان "لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا وهويته مهددة وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه". وطالب الراعي بـ "عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان".
قبل هذا الموقف بساعات قليلة، وجّه الراعي رسالة الى المسؤولين اللبنانيين قال فيها "لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم ان لا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. لا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ ٤١٠٠٠ ليرة، إنما عليكم ان تدركوا ان السياسة فن شريف لخدمة الخير العام". واعتبر في حديث الى صحيفة "الراي" الاردنية، ان لبنان يمر بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهورية الى الأزمة المالية الاقتصادية التي هجّرت شبابه وصولا الى عزلته عن العالم".
بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، فإن بكركي قلقة من الشغور ومن تداعياته على لبنان الذي نعرف، وهي تخشى ان يؤدي هذا الواقع السياسي المعطوف الى انهيار اقتصادي، اذا ما طال، الى اسقاط الصيغة والنموذج والرسالة، تمهيدا لارساء لبنان جديد لا يشبه ذلك القائم اليوم لا شكلا ولا موقعا ولا دورا، اكان على الصعيد المحلي او ايضا الاقليمي والدولي. انطلاقا من هنا، فإن الراعي يناشد القوى الكبرى في العالم، التدخّل، ويرسم خريطة طريق واضحة للخروج من الستاتيكو الخطير القائم اليوم، من خلال "عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان".
وفق المصادر، الراعي الذي كان في روما، سعى مجددا الى تسويق هذا الطرح في الفاتيكان، كما لدى عواصم القرار، وذلك خلال اجتماعه في دارة سفيرة لبنان في ايطاليا ميرا ضاهر، بسفراء كل من السعودية، قطر، البحرين، الامارات، عمان، الكويت، الاردن، اليمن، فلسطين، السودان والعراق المعتمدين في ايطاليا.
سيد بكركي أبلغ الدبلوماسيين بتصوّره للحل، وهو على تواصل دائم ايضا مع الفرنسيين المعنيين الاكبر بالملف اللبناني خاصة بعد انفجار 4 آب. لكن وفق المصادر، لا تزال فكرة الدعوة الى المؤتمر الدولي، تحتاج الى مزيد من الاتصالات والانضاج، ذلك ان القوى الكبرى تخشى الا يؤتي المؤتمر العتيد ثماره. فإعلان حياد لبنان او تنفيذ القرارات الدولية، لا يمكن ان يتحققا اذا "بالقوة"، اذا لم يرض عنهما، المعني الاول بهما "حزب الله". فالغرض من المؤتمر ليس فقط اصدار بيانات او اعلان مواقف ستبقى حبرا على ورق، بل انقاذ لبنان "فعليا" واخراجه من الحفرة التي يتخبط فيها. عليه، تشير المصادر الى ان هذا الاقتراح لا يزال بعيد المنال، ويتطلب اقناع ايران اولا بضرورة تحييد لبنان عن ساحات صراعاتها مع الرياض وواشنطن والغرب... وجهود باريس مع الجمهورية الاسلامية، لتحقيق هذا التحييد، أعجز من إحراز هذا الهدف، تختم المصادر.