كتب عيسى يحيى في "نداء الوطن": إكتسب اللبنانيون بعد كل الأحداث التي عايشوها خلال السنوات الثلاث الماضية وما رافقها من تحدّيات، مناعةً ضدّ الأزمات، وتأقلموا معها، لتبقى المناعة الصحّية ضعيفةً أمام الأوبئة والأمراض التي تنتشر والمترافقة مع نقصٍ في الغذاء والدواء والتدفئة
ما كاد البقاعيون يلتقطون أنفاسهم ليخرجوا من معركة فيروس «كورونا» حتى دخلوا في مواجهةٍ مع وباء الـ»كوليرا»، وما بينهما حالات الإنفلونزا التي كانت قبل هذه السنوات حالات «كريب» موسمية فيما أصبحت اليوم تشكّل قلقاً بعد طفرة التحوّلات الفيروسية ونقص المناعة.
بدأ العام الدراسي الحالي مثقلاً بالمشقّات والتحديّات، بدءاً بالأقساط والرواتب وليس انتهاءً بالنقل والتدفئة، وبعد مرور ثلاث سنوات على جائحة «كورونا» وما رافقها من اجراءات وقائية وتعليم عن بعد، تواجه المدارس اليوم تحدّياً صحياً جديداً يتمثل بالانفلونزا وهي تنتشر بشكل كبير في البقاع الشمالي بالتزامن مع صقيع الشتاء وقد بدأ يزداد قساوةً وسط تقنينٍ قاس في تدفئة المنازل وبعض المدارس بسبب التكاليف المرتفعة، وغياب الإجراءات الاحترازية التي كانت سائدة خلال «كورونا» من كمّامات ومعقّمات وتباعد إجتماعي.
ووفق معلومات «نداء الوطن» فإنّ عدداً كبيراً من المدارس تشهد غياباً قسرياً للطلاب بسبب أعراض الإنفلونزا وتُسمّى في بعلبك «الرشح» وتتصاعد وتيرتها في هذا الوقت، ومنها: السعال الحاد، الحرارة المرتفعة، سيلان الأنف ونزلات البرد.
وفيما تطلب مدارس من الأهالي عدم ارسال أولادهم الذين تظهر عليهم العوارض حتى لو اضطرت الى اقفال صفوفٍ بأكملها، تتعاطى مدارس أخرى بلامبالاة مع ظاهرة الإنفلونزا، وسط غياب أدنى درجات الوقاية الصحّية والتهوئة داخل الصفوف، ما يزيد من حالات العدوى والإنتشار، وما بين الحالتين غياب التدفئة اللازمة بسبب غلاء المازوت سواء في المدارس الخاصة أو الرسمية.
بين الخوف من ضياع فصول دراسية جديدة على أولادهم على غرار ما حصل خلال السنوات السابقة، وانتقال العدوى إليهم وتكبّدهم تكاليف العلاج وقد أصبحت غالية الثمن بما فيها اللقاحات، يعيش الأهالي حالةً من الضياع وتوضح والدة أحد الطلاب لـ» نداء الوطن» أنها امتنعت عن إرساله الى المدرسة بعدما التقط فيها العدوى ولا قدرة لها على شراء الدواء لإرتفاع سعره كما اللقاح، إضافة الى أنّ شكوكاً ساورتها حيال حول مصادر الأدوية وفعاليتها فلجأت إلى الزعتر البرّي الذي يُعد ّأحد أهمّ مصادر الطبّ البديل الذي يغني عن الطبيب والأدوية، خاتمةً بأن عدداً كبيراً من جيرانها والمحيط الذي تقطنه يعاني عوارض الرشح الذي يسمونه اليوم الإنلفونزا، فيلجأون الى الطبّ المنزلي.