1000 عدد... دمعة وافتخار
1000 عدد... دمعة وافتخار

أخبار البلد - Saturday, December 3, 2022 7:13:00 AM

نداء الوطن 

بشارة شربل

بلغت "نداء الوطن" اليوم العدد رقم 1000. وفي رحلة الألف التي بدأتْ خطواتها في 1 تموز 2019 محطات تدعو الى افتخار مَن راهن على "نداء الوطن" صوتاً للحرية والديموقراطية والسيادة، مثلما تثير دمعة على ميشال مكتف المؤسس الذي غادرنا على بياض الثلج مقهوراً في آذار من هذا العام قبل أن تهدأ روحه بنصاعة البراءة، ولو بعد فوات الأوان.

لا تدَّعي "نداء الوطن" اجتراح المعجزات. لكنها أخذت مكانها في الصحافة المكتوبة في وقت قياسي متسلحة باحترافية المهنة وبالموقف الجريء والثوابت التي لا حياد فيها ولا التباس. وكان تسخير "العهد القوي" للقضاء بالإدعاء على الجريدة بعد شهرين فحسب من صدورها "معمودية نار" أظهرت غباء المنظومة وصلافتها واستعدادها للذهاب بعيداً في قمع الحريات، مثلما أكدت - عبر انتصارنا في المحاكمة بدرجتي الاستئناف والتمييز- أن قضاءنا لا يزال زاخراً بأصحاب العلم والضمير، وأن تراكم نضالات اللبنانيين دفاعاً عن مكتسباتهم وانتصاراً للصحافة الحرة لم تذهب هباء. وهي تجسدت في التفاف القوى السياسية السيادية وأصحاب الرأي حول الجريدة في مواجهتها سلطة فاسدة ما لبث أن ثار عليها الناس في 17 تشرين.

هذه جريدة لبنان العيش المشترك والديموقراطية وتداول السلطة السلمي تحت سقف الدستور والقانون. لا "مغمغة" في الموضوع السيادي ولا مساومة على الحريات العامة وحقوق الانسان، ولا "ضرورات تبيح المحظورات" حين يتعلق الأمر بانتظام عمل المؤسسات الدستورية أو بواجب الوصول الى الحقيقة في جريمة مثل "تفجير 4 آب". و"الجريدة" في الوقت نفسه صوت المستضعفين ذوي الدخل المحدود والفقراء الذين يرمون بأنفسهم في قوارب الموت يأساً من سلطة سرقت ودائعهم ونهبت خيراتهم وجعلت حاضرهم ومستقبل أبنائهم في مهب الريح. لذلك كان همُّ "نداء الوطن" يومياً وما زال تسليط الضوء على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية لعموم الناس، مؤكدة بلا لبس أن تدمير الاقتصاد والتسبب بالانهيار والتربُّح غير الشرعي وهدم أركان الدولة لم تكن بسحر ساحر أو بفعل مجهولين، بل قامت بها منذ الانقلاب على "الطائف" كل الحكومات ومجالس النواب بالتكافل والتضامن مع المصارف الجشعة وحاكم مصرف لبنان وكل أنواع المافيات وبحماية السلاح غير الشرعي في معظم الأحيان.

عاهدْنا الناس منذ العدد الأول أن نكون صوتهم من أجل العدالة والنزاهة واستعادة الدولة من براثن مصادريها. نعلم أن سلاحنا مقتصر على الكلمة والموقف وأن المعركة طويلة ودونها عقبات أبرزها قناعة جزء وازن من اللبنانيين بأن الاستبداد والإفلات من العقاب أمر طبيعي ونظام حكم قابل للاستمرار، وبأن العوز أفضل من الرخاء، وبأن أنظمة القمع والتخلف نموذج يُغني عن رحابة الديموقراطية والحداثة والحريات...

ولأنها ترفض التأقلم والرضوخ لهذه الترهات مؤمنة بحق الشعب كله في التقدم والحياة، تستمر "نداء الوطن" على العهد كل صباح أمام محكمة ضميرنا وقناعاتنا الوطنية والقراء.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني