نداء الوطن
دعكم من مفردات البيان الرسمي الصادر عن حزب "الكتائب"، والذي نفى فيه "نفياً قاطعاً، أن يكون أمين عام الحزب سيرج داغر قد التقى نائباً من "حزب الله" بهدف إجراء حوار سياسي"، مؤكداً أنّ الخبر عار من الصحة، فيقول داغر: "عندما يصبح "حزب الله" حزباً لبنانياً ولا يغطي المنظومة فسنحاوره"... ودعكم من تأكيد "حزب الله" حصول اللقاء منذ حوالى أسبوع وقد دام ساعتين، مشيراً إلى أنّها ليست المرة الأولى إذ إن حواراً جرى منذ أكثر من سنة بين النائبين علي فياض وإيلي ماروني... فالمسيرة بينهما طويلة!
وبالفعل، تكفي استعادة أرشيف حزب "الكتائب"، والبحث بين سطور أخباره، للتأكد من أنّ الحزب العتيق سبق وفعلها، وفي كلّ مرّة يستخدم أسلوب "المراوغة" أو اللعب على حبال الكلام، بين الاستخفاف بتلك الحوارات ورجمها!
ففي العام 2014 كشف النائب ماروني عن اتصالات بين الحزبين لعقد لقاء على مستوى النواب لمناقشة موضوع رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أنّه "عقد اكثر من اجتماع تحضيري ونحن في بداية حوار يمكن ان يتطور".
حينها كان الرئيس أمين الجميل يحرص على اختيار عباراته بعناية، حين يصل الحديث أعتاب الضاحية الجنوبية، لا بل ذهب في كلامه إلى ضرورة الحوار مع "حزب الله حول كل الأمور"، فيما كان نجله على الضفّة النقيضة تماماً، ليقول مثلاً إنّ "الطاولة التي تجمع علي فياض مع ماروني، هي أقل من مائدة حوارية، لا بل بالكاد قناة تواصل، لا يُنتظر منها أن تجترح المعجزات".
وفي العام 2016 تكرر المشهد ذاته وأيضاً على يديّ ماروني الذي كشف يومها عن عقد "جلسات عديدة بين بكفيا ومجلس النواب، وهذا الحوار لم ينقطع إنما توقف لأسباب تقنية لكل من الفريقين".
اذ تبيّن أنّ الاتصالات بدأت عبر النائبين فياض وماروني، وبين الوقت والآخر كانت تتوسع دائرة الحوار فالتقى فياض الرئيس أمين الجميل. إيقاع التواصل لم يكن منتظماً وإن حصل أكثر من 20 لقاء بينهما في مجلس النواب، ولكن بناء على مبادرة من "الكتائب" أعيد التواصل.
ويقول النائب سليم الصايغ في تلك الفترة إن "الحوار انطلق منذ سنوات، وتحديداً بعد زيارة الرئيس الجميّل إلى السيد حسن نصرالله إثر استشهاد الوزير بيار الجميّل». وقال إن «اللقاءات استمرت بشكل أو بآخر، إن عبر مجلس النواب أو عبر لقاءات ثنائية بين نواب من الحزبين، أبرزهم ماروني وأنا والنائبان فياض ونواف الموسوي وإبراهيم الموسوي، وبعض اللقاءات حضرها الشيخ سامي الجميل".