حذر باحثون من أن المصابين بالربو يعانون من زيادة خطر الإصابة بحالتين "قاتلتين" في كثير من الأحيان.
وتوصلت دراسة جديدة إلى أن الإصابة بالربو تضاعف من خطر التعرض لأزمة قلبية وسكتة دماغية.ووجد الباحثون الأميركيون أن سبب ذلك يعود إلى أن غالبية المصابين بالربو يعانون من تراكم الترسبات في الشرايين السباتية أكثر من أولئك الذين لا يعانون من المرض الالتهابي المزمن.
والشرايين السباتية هي الأوعية الدموية الرئيسية التي تزود الدماغ بالدم. وعادة ما يرتبط تراكم اللويحات بحالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وحتى السمنة والتدخين.
ومع ذلك، فإن الالتهاب المزمن في الشعب الهوائية، وهو أحد الآثار الجانبية للربو، يمكن أن يتسبب بمرور الوقت أيضا في تراكم الترسبات.
وعندما تتمزق اللويحات يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
واكتشف الباحثون أن أولئك الذين يعانون من "الربو المستمر"، وهو شكل من أشكال الربو الذي يشتد أسبوعيا أو حتى يوميا، هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. وهذا بالمقارنة مع أولئك الذين يعانون من "الربو المتقطع"، الذي يظهر مرة كل بضعة أشهر.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي، البروفيسور ماثيو سي تاترسال، من جامعة ويسكونسن في ماديسون، الولايات المتحدة: "لا يدرك العديد من الأطباء والمرضى أن التهاب مجرى الهواء الناجم عن الربو قد يؤثر على الشرايين. لذلك بالنسبة للذين يعانون من الربو المستمر، قد تكون معالجة عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية مفيدة حقا".
وحللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، البيانات الصحية لأكثر من 5000 بالغ كانوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.وكان لدى المشاركين درجات متفاوتة من الربو، بينما لم تظهر على البعض علامات المرض.
ووجدوا أن اللويحة في الشريان السباتي كانت موجودة في 67% من المشاركين المصابين بالربو المستمر، و50% من المصابين بالربو المتقطع.
وفي الوقت نفسه، كان نصف غير المصابين بالربو (50%) يعانون من اللويحات السباتية.
ويعاني المصابون بالربو المستمر في المتوسط من ضعف كمية اللويحات، مقارنة بأولئك الذين يعانون من الربو المتقطع وأولئك اللذين لا يعانون من الربو.
وأوضح البروفيسور ماثيو: "المشاركون الذين يعانون من الربو المستمر لديهم مستويات عالية من الالتهاب في دمائهم، على الرغم من علاج الربو لديهم بالأدوية، ما يسلط الضوء على السمات الالتهابية للربو. ونحن نعلم أن ارتفاع مستويات الالتهاب يؤدي إلى آثار سلبية على نظام القلب والأوعية الدموية".
ويمكن أن تكون إدارة عوامل الخطر القلبية الوعائية، من خلال تعديل نمط الحياة والسلوك، أداة وقائية قوية للمرضى الذين يعانون من أشكال أكثر حدة من الربو.