الديار
اكدت مصادر سياسية بارزة ان بعض القوى السياسية في لبنان تراهن على تحرك اسرائيلي ضد ايران يمكن ان يغير قواعد «اللعبة» في المنطقة، وينعكس حكما على موازين القوى على الساحة اللبنانية، وهذا ما يفسر «المراوحة» والرهان على الوقت. ويعول هؤلاء على عودة اليمين المتطرف الى الحكم في اسرائيل، وارتفاع منسوب التنسيق مع واشنطن لمواجهة ما يعتبرونه «الخطر» الايراني. ومن هذه المؤشرات الدالة على ذلك، تاكيد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، خلال سلسلة لقاءات عقدها في البيت الأبيض مع مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن التي وصلها نهاية الاسبوع الماضي على ضرورة تسريع الخطط العملياتية والتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة إيران.
«النقطة الحرجة»
وكان لافتا لقاء كوخافي مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، حيث ناقشا التحديات الأمنية في الشرق الأوسط والتهديد الإيراني. وقال كوخافي الذي قابل أيضا رئيسَ وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ان «الولايات المتحدة تقف وراء التزام الرئيس الأميركي بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ووفقا للرئيس الاركان الاسرائيلي فان جيش الاحتلال سيقوم بتسريع كافة الخطط العسكرية في مواجهة إيران بعد التوافق مع واشنطن بان الامور وصلت الى نقطة حرجة تحتم تسريع الخطط العملياتية وتعزيز التعاون في مواجهة طهران و «أذرعها» في المنطقة..؟
مناورات جوية
ومن هنا، يمكن فهم رهانات البعض على الوقت لاحداث تغيير عبر فرض الامر الواقع في لبنان، خصوصا عشية التحضيرات الاميركية – الاسرائيلية لإجراء مناورات مشتركة للقوات الجوية خلال الأسابيعِ القادمة، لتدريب العسكريين على العملِ في ظروف نزاع محتمل بين إسرائيل وإيران وحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله.
خطر «المسيرات»
وفي السياق نفسه، كشف موقع «أكسيوس» الاميركي أن إسرائيل قدمت ملفا استخباراتيا إلى سفاراتها في عشرات الدول الغربية وإلى مسؤولين كبار في حلف «الناتو» حول عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين القول إنهم يأملون استغلال التركيز الحالي على المساعدات التي تقدمها إيران للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا كوسيلة لزيادة الضغط الدولي على طهران . وترغب إسرائيل بتنظيم مؤتمر دولي حول انتشار الطائرات المسيرة الإيرانية، وبدأوا بمناقشة الفكرة مع عدة اطراف. ووفقا للموقع الاميركي، فان الجهود الدبلوماسية والاستخباراتية الجديدة تمثل تغييرا في السلوك الإسرائيلي بشأن دور إيران في الحرب في أوكرانيا، والذي لم يتضمن حتى الشهر الماضي ضغطا نشطا بشأن هذه القضية لتجنب التوترات مع روسيا.!
لا للمؤتمر الدولي
في غضون ذلك، ابلغت باريس بكركي بضرورة التراجع «خطوة الى الوراء» في موضوع طرح المؤتمر الدولي، وعلمت «الديار» ان مسؤولا فرنسيا بارزا ابلغ البطريرك الماروني عدم وجود اي فرصة لنجاح هذه الفكرة في الوقت الراهن. فالولايات المتحدة ليست معنية بالمشهد اللبناني وليس على جدول اعمالها، فرص نجاح المبادرة الفرنسية معدومة في ظل عدم نضوج التسوية الايرانية- السعودية. ووفقا للمعلومات، بات البطريرك الراعي مدركا «عقم» طرح فكرة عقد المؤتمر وهو يتمسك بالفكرة فقط لانه لا يوجد طرح بديل. وفي غياب التوافق الداخلي وعدم وجود اجماع وطني فقدت الفكرة جدواها. وقد نصحت المصادر نفسها بكركي بعدم الاندفاع كثيرا وراء طرح المؤتمر لان ظروفه غير ناضجة ومن غير المجدي تسجيل «نكسة» سياسية في غير مكانها، وحتى فكرة استدعاء سفراء الدول الخمس وتسليمهم مذكرات في هذا الاطار، لا تجدها مجدية ومجرد تضييع للوقت والجهد. وبرايها لا داعي لتسجيل اخفاقات دبلوماسية تسجل خسائر ولا تحقق ارباحا في السياسة.