محمد عبدالرحمن
دخل الاستحقاق الرئاسي في لبنان مرحلة حسّاسة، وباتت الكتل النيابية المنضوية ضمن فريق 8 آذار ملزمة بتسمية مرشحها في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، بخلاف "الورقة البيضاء" التي التزمت التصويت بها على مدى الجلسات سابقة.
حال من التخبط تسود لدى غالبية القوى الداخلية امام هذا الاستحقاق، ما يؤكد حقيقة ان ايّا منها لا تملك قدرة التحكم به وتوجيهه في الاتجاه الذي تريده.
الا انها، دخلت في معارك هوائية توهِم من خلالها نفسها والآخرين معها بأنها صاحبة القرار في لعبة الانتخابات الرئاسية، وان اصوات كتلتها النيابية هي المرجحة، وتشكل جسر العبور الالزامي لأي مرشح الى القصر الجمهوري.
وفي الاطار، تعمل قوى سياسية على محاولة تجميع نواب من هنا وهناك، ضمن كتلة مستجدة تقدّم نفسها على انها كتل وازنة ومقررة في الانتخابات الرئاسية.
انطلاقاً من ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر لموقع "vdlnews": "لم أعلم من أي أتى البعض بفكرة أن حزب الله قد رشح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية أو اصبح المرشح الوحيد لدى حزب الله، هذا الامر لا يفصح عنه الحزب لا للمقربين ولا للرأي العام".
وتابع: "نصرالله فتح مسارا من خلال خطابه الاخير، والرسالة منه أننا بحاجة الى المزيد من المشاوارات والحوار ويجب أن يكون حوارات ثنائية او ثلاثية تخاض بين الاطراف لتشكل ربما معبراً الى رئيس بالتوافق مع الكتل".
واضاف: "حتى الآن الحزب عبّر من خلال جلسات مجلس النواب بالورقة البيضاء عن موقفه، وهذه الورقة تشير الى عدة رسائل يريد ايصالها".
ولفت عبد الساتر الى "أننا في لبنان بحاجة الى اجماع على عقد جلسات حوار للتوصل الى انتخاب الرئيس، لذلك فإن الحزب لا يطرح اسم سليمان فرنجية وجبران باسيل ولا حتى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهذا ما يريد ايصاله من الورقة البيضاء اي الحاجة الى عقد جلسات حوار وتوافق، لذلك لم يقدم بعد أي اسم".
وتابع: "البلد يحتاج الى رئيس توافقي في البلد لننهي الانقسامات، وطبيعة المجلس النيابي واضحة لناحية عدم رجحان كفّة أحد من الافرقاء، وبالتالي نحتاج لحدّ ادنى من التفاهم في البلاد".
واردف: "استمرار السجال في لبنان حول طبيعة المرشح، اي مرشح التحدي او المرشح الذي يحمل برنامجا بوجه الفريق الآخر، يزيد من حالة التضاد في الساحة السياسية اللبنانية، خصوصا وان كل طرف يريد أن يلعب في تعطيل النصاب وتأخير انتخاب رئيس للجمهورية وهذا ليس صحّيا على الاطلاق وليس مقبولا لأن البلد بلا رئيس كالجسد بلا رأس".
واشار الى انه رئيس الجمهورية يشكل رأس البلد ويشكل الحجر الاساسي في تطبيق الدستور، لذلك ابتعد حزب الله عن وضع فيتوهات على أسماء محددة ولكن حدد مواصفات شكل الرئيس التي كانت واضحة من خلال كلمة الامين العام لحزب الله، فالحزب لا يريد رئيسا يطعن بالمقاومة، أو لا يقدر قيمتها وقيمة التضحيات التي قامت بها". وقال: "لا يعقل أن نأتي برئيس يقف بوجه المقاومة أو يطعن بها أو يحمل مشروعا يفجر البلد بوجه المقاومة وخصوصاً بعد ما قامت به المقاومة خلال السنوات الاخيرة.
وعن امكان حصول تسوية اقليمية دولية، قال عبد الساتر: "لا أعتقد أن حزب الله يسعى لذلك او يريد تسوية خارجية، لترضى هذه الدولة او تلك الدولة فهذا الامر لا يشكل اولوية للحزب الذي يريد التوافق الداخلي ولا يهمه لا السعودية و لا غيرها".
اما عن حركة النائب جبران باسيل وزيارته الخارجية في قطر او فرنسا، سواء كانت لرفع العقوبات عنه او غير ذالك، قال: "النائب باسيل لم يعط رأيا صريحا وواضحا بالاستحقاق الرئاسي ، فالمعروف انه لا يريد تسمية سليمان فرنجية لعدة اعتبارات والموضوع طرح عليه ولم ينته النقاش لم تنته ايضا معه، فجولاته الخارجية ربما تكون استطلاعية لتسهيل موضوع انتخاب لرئيس الجمهورية". وتابع: "ربما يكون لقطر وفرنسا رؤيتهما بموضوع الرئاسة، والسؤال هل تستثمر ذلك بتسوية او مبادرة كما يشاع عبر وسائل الاعلام؟ علينا ان ننتظر. ولم يتم طرح اي تسوية رئاسيا بعد ولا حتى لرئاسة الحكومة ، فالمسألة ان كانت معقدة ستحل في فترة وجيزة وهذا بيد الكتل النيابية شرط ان لا تكون مرهونة الى هنا او هناك وخصوصا على مستوى خارج".