أفادت وسائل إعلام غربية، مساء الثلاثاء، بمقتل شخصين بعد أن أصابت "صواريخ روسية" قرية برزيودوف البولندية القريبة من حدود أوكرانيا، وهو الأمر الذي نفته روسيا، فيما ذكرت تقارير أن الصاروخ أطلقته القوات الأوكرانية لاعتراض صواريخ روسية، فسقط في الأراضي البولندية.
وتحدثت وسائل إعلام بولندية عن سقوط "صاروخين طائشين" في بلدة برزيودوف، يشتبه بأنهما أطلقا من قبل روسيا، وهو الأمر الذي نفته موسكو، بحسب ما نقلت "سكاي نيوز".
هل هو صاروخ أوكراني؟
وقال 3 مسؤولين أميركيين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة الأمر، إن التقييمات الأولية تشير إلى أن القوات الأوكرانية أطلقت الصاروخ للتصدي لصاروخ روسي قادم نحوها الثلاثاء وسط وابل ساحق من الصواريخ التي تستهدف البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا، بحسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.
ونقلت "روسيا اليوم" عن صفحات إخبارية أوكرانية على "تلغرام" تداولها صوراً لحطام أحد الصواريخ الذي سقط داخل الأراضي البولندية، مشيرة إلى أن الصور تظهر ما يشبه حطام صواريخ "أس 300" المضادة للأهداف الجوية والتابعة لعتاد الجيش الأوكراني.
الصفحات الإخبارية الأوكرانية أوضحت أن ما يظهر ربما يدلل على أن هذه الصواريخ أطلقتها منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية خلال تصديها للصواريخ الروسية التي استهدفت مقاطعة لفيف المحاذية لبولندا.
"أسوشيتد برس" نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن هناك "أدلة أولية" على أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته قوات أوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.
يشار إلى أن أوكرانيا لا تزال تحتفظ بمخزون من الأسلحة السوفياتية والروسية، وبينها منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "إس-300".
البدايات
ونقلت وكالة "الأسوشيتد برس" عن مسؤول استخباراتي أميركي قوله إن شخصين قتلا من جراء سقوط "صواريخ روسية" في بولندا.
إلى ذلك، استدعت الخارجية البولندية السفير الروسي في وارسو، مطالبة اياه بتقديم التوضيحات بشأن حادث سقوط صاروخ، اعتبر الجانب البولندي أنه "روسي الصنع".
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية هذه التقارير، بالقول: "لم نشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية".
وقالت "مزاعم وسائل إعلام بولندية بشأن سقوط صواريخ روسية في بولندا هي استفزاز من أجل تصعيد الموقف".
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية تصريحات وسائل إعلام ومسؤولين بولنديين حول سقوط صواريخ روسية في بولندا بأنه "استفزاز متعمد".
صاروخ روسي أم أطلق من روسيا؟
وزارة الدفاع الروسية أشارت إلى أنه "لا علاقة للحطام الذي نشرته وسائل الإعلام البولندية في تغطيتها من موقع قرية برزيودوف بالأسلحة الروسية".
وقال الرئيس البولندي إنه "لا يوجد دليل على هوية مطلق الصواريخ"، ولكنه قال إن "الصاروخ على الأرجح روسي الصنع".
أمّا الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه "من غير المرجح" أن يكون الصاروخ الذي سقط في بولندا قد أُطلق من روسيا، متعهدا بتقديم كل الدعم للسلطات البولندية.
وفي باريس، دعت الرئاسة الفرنسية إلى توخي الحذر الشديد بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا ويقول إن "مخاطر التصعيد كبيرة".
وفي واشنطن، صرحت وزارة الدفاع الأميركية، بأنه لا يوجد لديها معلومات مؤكدة بشأن أنباء سقوط صاروخين روسيين في الأراضي البولندية.
وفي موسكو قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إنه لا يمتلك أي معلومات بشأن حادث سقوط الصاروخ على أراضي بولندا، وقال "للأسف ليست لدي أي معلومات بهذا الشأن".
ونفت كييف ما قالت إنه "نظرية مؤامرة" تفيد بأن صاروخا أوكرانيا سقط في بولندا.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمزيد من التحقيقات بشأن صاروخ بولندا ويستبعد مسؤولية روسيا.
من جهته، ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة قال: "حادثة صاروخ بولندا محاولة لإثارة مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وروسيا".
أما رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف اعتبر أنّ "حادثة بولندا تظهر أن الحرب الهجينة الغربية ترفع احتمالات حدوث حرب عالمية".
وقال وزير خارجية فنلندا إنّ "من المهم جدا معرفة تفاصيل صاروخ بولندا والتصرف وفقا لنتائج التحقيق".
وقالت الخارجية الصينية في تعليق على الصاروخ الذي سقط في بولندا: "على جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس في ظل الظروف الحالية".
ماذا يعني إذا كان الصاروخ روسيا وأطلق من روسيا؟
يمكن أن يؤدي تحميل موسكو مسؤولية الانفجار إلى تفعيل مبدأ الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي "الناتو"، المعروف باسم المادة 5.
وبموجب المادة 5 يعتبر الهجوم على أحد أعضاء التحالف هجوما على الجميع، مما يؤدي إلى بدء المشاورات حول رد عسكري محتمل.
وقالت بولندا إنها تتحقق مما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات بموجب المادة 4، والتي تسمح لأعضاء الناتو بطرح أي قضية مثيرة للقلق، خاصة في ما يتعلق بالأمن، للنقاش في مجلس حلف الناتو.