هل اعتقدتم أن الخبيث سيرحم النفوس ويتعب من حرماننا أعز الناس؟ أبداً، سيتسلل ويأخذ أغلاهم إلى قلبنا، سيسيرون درب العذاب ونحن نرافقهم ونتألم معهم ولكن ما باليد حيلة!
بشري ودعت الشاب وسام طواق بالرقص بذلك التابوت الأبيض، زفته منطقته الأحب إلى قلبه بزغاريد الدموع والحزن، زفته عريساً للسماء، ليرتاح بين أحضان الله بعد صراع مع السرطان.
أقارب وسام، كتبوا له عبر فيسبوك كلمات مؤثرة جداً ليودعوه: "فراغك عالأرض كبير بس مطرحك بالسما اكبر. ابن عمي وخيي شو رح اشتاق لطلتك لنخوتك لغيرتك لوقفتك ولضحكتك يللي كنت ترسم دايما التفاؤل فيا".
واحدهم نشر سلسلة منشورات، تخرق القلوب بهدوء وسكينة الموت، وكتب حرفيا التالي:
"اخ منك يا موت شو خطفت من عنا...ليش يا الله؟
راح الزلمة يلي بيسوى الف زلمة.. راح صاحب النخوة و فارس الفرسان...
وسام خي و رفيقي و ابن عمي يلي متلك قلال كتير.. انت لصيف ولضيف ولغدرات زمان ...
الله يرحمك يا أخ لم تلده أمي...نيال السما فيك ..صليلنا من فوق. ..رح تضل وسام عصدرنا..يا غالي!".
وفي منشور آخر كتب: " أخ يا موت ليش اخدت اغلى الأحباب...".
ويوم دفن وسام، توجه له قائلاً بالعامية: "صباح الخير يا وسام ...اليوم ما صبحناك ع الواتساب من الغربة ...اليوم عرسك يا عريس السما و انا بعيد عنك .. اخ يا الله!...نيال السما بهالملاك.. يا ابن عمي شيلي مطرح حدك فوق ..رح نتلاقى يوما ما.. رح اشتقلك كتير يا خي...بالقلب و البال دايما...".
وبعد الوداع الأخير، في صباح اليوم التالي، كتب له: "صباح الخير يا وسام.....تعودنا ع صباحك يا ابن عمي ..يا ملاك خلي عينك علينا من فوق ..اليوم انت بحضن العدرا..صليلنا يا غالي .. مع كل شروق شمس بنشتقلك اكتر و اكتر و اكتر...".
بشري والعائلة والأقارب والأصحاب... ودعوا "وسام القلب"، بحرقة وألم ودموع... لكن المسيرة لم تنتهِ بعد، لأن هذا الشاب البطل موجود اليوم في جوار الرب ينعم بالسكون والسلام وروحه مطمئنة.