"الأنباء" الإلكترونية
رغم التحليلات والتوقعات حول مصير الجلسة السادسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الخميس، وما قد تحمله إن على صعيد التبدل في المواقف أو بروز تحالفات جديدة قد تقلب المعادلة القائمة، ما زال المشهد السياسي على حاله على الرغم من الكلام العالي السقف لكل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومطالبته بعقد مؤتمر وطني، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي حدد مواصفات الرئيس الذي يقبل به حزب الله.
وبانتظار ما قد يسفر عنه الاجتماع الذي يُعقد اليوم بين النواب التغييرين والمستقلين في مجلس النواب، والهادف إلى توحيد الرؤية فيما بينهم، استبعدت مصادر سياسية حدوث أي خرق يُذكر على هذا الصعيد بسبب التباعد في المواقف والأفكار فيما بينهم، وتعدد الآراء لدى النواب الـ13 الذين يحملون لواء التغيير، وهو ما دفع النائب ملحم خلف إلى الاعتراف، بحسب المصادر، بأن نواب التغيير خذلوا ناخبيهم بعد فشلهم بالاتفاق مع بعضهم أولاً، والاتفاق مع القوى الأخرى ثانياً.
المصادر السياسية توقعت أن يكون مصير جلسة هذا الخميس مشابهاً لمثيلاتها في ضوء الموقف الجديد الذي أعلنه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بسؤاله: هل يُعقل أن يُنتخب رئيس جمهورية ب33 صوتاً؟ وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة التوافق على اسم رئيس الجمهورية وحصول إجماع حوله.
توازياً، استبعد النائب وليم طوق بروز أي تطور جديد بالنسبة لجلسة انتخاب الرئيس الخميس بانتظار الحلحلة داخلياً وخارجياً، مستبعداً في حديث مع الأنباء الإلكترونية أن يصدر عن اجتماع النواب المستقلين، وزملائهم التغييريين، أي جديد يذكر بسبب تباعد الرؤية والأفكار فيما بينهم، وعدم وجود أجواء واضحة بعد بالنسبة لانتخاب الرئيس.
وتوقع طوق التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل الوصول إلى مؤتمر دولي، فلبنان ليس متروكاً، وهناك جهود حقيقية محلياً وخارجياً لإنجاز هذا الاستحقاق.
وفي تعليقه على ارتفاع أسهم رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، بعد التلميحات التي صدرت من قبل حزب الله، أشار إلى أن الحزب لم يعلن عن ذلك بعد بشكل رسمي، ولكن هذا ما قرأناه في الإعلام، لافتاً إلى وجود بعض العوائق التي تحول دون الإعلان عن ترشيح فرنجية، ومن ضمنها معارضة التيار الوطني الحر لترشيحه.
وفي السياق عينه، أوضح عضو تكتل الاعتدال الوطني، النائب وليد البعريني، لجريدة الأنباء الإلكترونية أن قبول النواب المستقلين الاجتماع مع زملائهم نواب التغيير جاء انطلاقاً من رغبتهم في الحوار من أجل الوصول إلى توافق حول مرشح للرئاسة قادر أن يحصل على إجماع حول شخصه، لأن الرئيس الذي يحكم لبنان يجب أن يتحلّى بهذه المزايا، كاشفاً أن الاجتماع أتى بطلب من النائب وضاح الصادق، ونحن رحبنا بالفكرة كي لا نُتهم برفض الحوار، سيّما وأن هناك أوجه شبه كثيرة بيننا كنواب مستقلين وبينهم كنواب تغيير، لأننا لم نأت إلى النيابة من ضمن تحالفات سياسية، أو أحزاب، أو تيارات. لقد نجحنا بتأييد من الشعب وعلينا أن نكون أوفياء لهذا الشعب الذي منحنا ثقته.
وعن إمكانية التوافق على مرشح مشترك بينهم وبين نواب التغيير، قال: "ما النفع؟ فهل بمقدورنا لو رشحنا شخصية معينة أن نوصلها إلى الرئاسة؟ مضيفاً، "نحن نحاول أن نفتح كوة في جدار الأزمة المطبق على أمل أن نتوافق حول مرشح يعطي الأمل بالخروج من الازمة بأقل الخسائر الممكنة.
وفيما استبعد حصول انفراجات في هذا الملف إلا في حال هبوط الوحي، أو حصول معجزة ما تحثّ النواب على إنهاء الفراغ الرئاسي، أقرّ بأن مفتاح الحل لن يكون إلا عبر توافق إقليمي - دولي، أميركي - فرنسي - تركي، تكون السعودية اللاعب الأساسي فيه تمهيداً لحل الأزمة وإنهاء الشغور الرئاسي.
إذاً مفتاح الحل حتى اللحظة ليس في ساحة النجمة، كما توحي كل المواقف، فباستثناء ترشيح ميشال معوض من قبل اللقاء الديمقراطي والقوات والكتائب، ليست هناك أي جدية في مقاربة الاستحقاق، والجميع ينتظر، كما بات، واضحاً ما سيصل في صندوق البريد، وإلا لكان كل فريق نزل إلى الجلسة بمرشح ومشروع، لا أوراق بيضاء وأسماء غير جدية للمزايدات.