"الأنباء" الإلكترونية
حدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بوضوح المواصفات التي يراها برئيس الجمهورية بقوله: "نريد رئيساً لا يطعن المقاومة في الظهر". ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عاد وأكد أنه "في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد".
موقف حزب الله أثار ردود فعل كثيرة، حتى أن الرد جاء من بكركي بطريقة غير مباشرة، ليعلن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن "الرئيس الذي نريده هو رئيس على مقياس لبنان واللبنانيين"، مضيفا "أمام فشل مجلس النواب بعد خمس جلسات للانتخاب وبعد فشل الحوار منذ العام 2006 لا نجد حلا إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها".
ولعل هذه المواقف العالية السقف تؤشر إلى أن الموضوع الرئاسي اتخذ أبعادا أكثر تعقيداً، أو ربما يكون إعلاء للسقوف قبل الدخول في حوار جدي على قاعدة "اشتدي يا أزمة تنفرجي".
على أي حال، وفي ضوء المواقف الحادة لا يبدو أن الجلسة السادسة المقررة لانتخاب الرئيس الخميس المقبل ستحمل معها أي جديد. بل يتوقع أن تكون كسابقاتها.
مصادر سياسية مطلعة أوضحت لـ"الأنباء" الالكترونية ان كلام الراعي أتى بعد اقتناعه بأن هناك من يعمل لتغيير وجه لبنان وهوية لبنان واستبدالها بهوية اخرى عنوانها الخضوع والخنوع لمشيئة السلاح والمتمسكين بالسلاح ومصادرة قرار الدولة في خدمة الدويلة.
وأضافت المصادر السياسية: "لو أن حزب الله يريد الدولة كما يدّعي ويريد انتخاب رئيس للجمهورية فعلاً وليس قولاً لما كان أمينه العام ادعى بأن المقاومة لا تريد شيئاً وهي ليست بحاجة لحماية أحد ومساعدة أحد، وهي تحتاج فقط لمن يحمي ظهرها. بل كان يجب ان يقول ان حزب الله يستعجل انتخاب رئيس الجمهورية أكثر من أي فرق اخر، وأنه على استعداد لفتح حوار جدي وبناء مع الرئيس المنتخب لوضع استراتيجية دفاعية يكون حزب الله جزءا منها".
المصادر رأت أن كلام نصرالله جاء لقطع الطريق أمام كل من يريد التحدث عن السلاح وعن مصادرة هذا السلاح. وسألت: "كيف ستأتي المساعدات الى لبنان وحزب الله وحلفاؤه يعطلون انتخاب رئيس الجمهورية".
بدورها، أكدت مصادر بكركي أن البطريرك الراعي على تواصل دائم مع قادة العالم ومع الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وهو يعرف جيداً الأسباب التي تمنع انتخاب الرئيس. ولهذا السبب جاءت مناشدته الدول العظمى لوضعها أمام مسؤولياتها للضغط من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت.
ولفتت المصادر الى ان بكركي التي أعطيت مجد لبنان لا يمكنها السكوت عما يحصل من جرائم بحق لبنان. وأنه كان حرياً بالمجلس النيابي أن يحدد رئيسه جلسة انتخاب مفتوحة الى حين الاتفاق على الرئيس. أما تحديد جلسة كل أسبوع ويعمل فريق 8 آذار على تعطيل النصاب فهذا الأمر غير مقبول على الإطلاق.
من جهة ثانية، وعلى خط اللقاءات والتشاور التي تسبق جلسة الخميس يعقد غدا الثلاثاء كما هو مقرر اجتماع للنواب المستقلين ونواب التغيير. وفي هذا السياق أوضح النائب بلال الحشيمي ان هذا الاجتماع هو مكمل للاجتماعات التي عقدت لتوحيد الرؤية والخروج بموقف موحد حول التعامل مع كل الاستحقاقات لنكون فريقا واحدا.
الحشيمي وفي حديث مع "الأنباء" الالكترونية أكد المضي بتأييد النائب ميشال معوض كنواب مستقلين من دون الإشارة إلى موقف التغييرين الذي ما زال مبهماً بانتظار نتائج الاجتماع غدا الثلاثاء، كاشفا عن تأييد النائبين وضاح الصادق ورامي فنج لمعوض، آملا أن تتوحد الجهود في اجتماع الغد ونذهب الى المجلس فريقا واحدا.
وعن توقعاته بشأن التصويت لصالح معوض يوم الخميس، قال: "هذا الأمر يتحدد في اجتماع الغد"، مشددا على أن ليس لديهم مرشح آخر غير معوض.
وعلى خط آخر، تعقد عدة لجان نيابية اجتماعاً مشتركاً اليوم وغداً لاستكمال البحث في المشاريع والاقتراحات المتبقية من جدول أعمال الجلسة السابقة. وفي هذا الإطار عقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعا بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عرضت خلاله جدول أعمال جلسة اللجان النيابية المشتركة، إضافة إلى آخر التطورات والملفات الراهنة.
وبموازاة هذا الجدل البيزنطي القائم، تبدو هموم اللبنانيين في غير مكان، ويتوجسون من القرارات المالية المتوقع صدورها قريباً ومنها رفع السعر الرسمي للدولار ورفع الدولار الجمركي. والسؤال الحاضر دائماً عما اذا كانت ستصب لما فيه خيرهم وخير البلد أم ستؤدي الى انهيار اضافي.