ما زال العالم يترقّب نتائج الانتخابات الاميركية النصفية للعام 2022، التي ترجح الكفّة لصالح الحزب الجمهوري حتى اللحظة. يعتقد البعض ان سيطرة الجمهوريين على احد المجلسين او كليهما، قد يكبّل الرئيس الاميركي جو بادين ويغيّر في السياسة الخارجية الاميركي؟ فما مدى صحّة هذا الامر؟ وهل من تأثير على منطقة الشرق الاوسط ولبنان؟ وما مصير اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل؟
الدكتورة في العلوم السياسية والإدارية والإقتصادية رانيا حتّي، تشير في حديث لـVDLNEWS، الى انه "من الواضح أن الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية رجحت الكفّة لصالح الحزب الجمهوري وذلك لمسائل داخلية بحتة ولا تتعلق بمسائل خارجية، بالاضافة الى الحالة الانتقامية تولدّت لدى الجمهوريين بعد خسارتهم الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 2022 امام الديمقراطيين".
وترى حتّي أن "السياسة الاميركية الخارجية تجاه منطقة الشرق الاوسط لن تتغير حاليا، لأنها تنصب فقط على المسائل الداخلية وبشكل خاص على الاقتصاد الاميركي ازاء التضخم الكبير الحاصل وحالة الركود والكساد التي يشهدها الولايات المتحدة".
وتؤكد ان "السياسة الاميركية الخارجية ثابتة استراتيجيا وانما تتغير تكتيكيا بتغيّر شخصية صانع القرار، مشيرة الى أنه "من المتعارف عليه ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب هو من اصحاب القرار القوميين الذين يبدّون مصلحة الولايات المتحدة على كل شيء آخر ويميلون الى الانسحاب من الاتفاقيات كافة كالاتفاق النووي مع ايران واتفاقية المناخ وغيرها".
وعن مصير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل حال فوز الجمهوريين، تقول حتّي: "ان هذا الاتفاق ليس اتفاقا مباشرا اميركيا مع لبنان وتم وضعه في الامم المتحدة".
وتضيف: "الاتفاق لن يتبدّل طالما هذه القوة موجودة وهناك اداة للردع بوجه الاسرائيليين".
وفي سياق منفصل، برز في الآونة الاخيرة حديث مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، التي أشارت فيه الى الفوضى وانهيار المؤسسات العسكرية في لبنان.
الدكتورة حتّي، تعتبر ان باربرا ليف كانت تحذّر من سيناريو الفوضى ولا تشير اليها، مستبعدة ان تنغمس الولايات المتحدة في اي فوضى جديدة في لبنان خصوصا في ظل الحرب الاوكرانية – الروسية القائمة وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل".
وتضيف: "لن نرى الفوضى في لبنان، لأن ضعف المؤسسات العسكرية في ظل وجود سلاح حزب الله قد يؤدي الى امساك الاخير بزمام الامور وان يحلّ محل القوى الامنية، الامر الذي تخشاه اميركا".
وتستنج في الختام ان المرحلة المقبلة سيكون عنوانها التهدئة وستظل الولايات المتحدة داعمة للمؤسسات العسكرية خشية من الفوضى.
بانتظار صدور نتائج الانتخابات الاميركية النصفية بشكل نهائي واتضاح الصورة اكثر، يبقى الترقب سيد الموقف لتبيان ما ستؤول اليه الامور في المنطقة، وكيف سيترجم حديث بربرا ليف في لبنان.