"الأنباء" الإلكترونية
فيما تباشير أزمة معيشية حادة تلوح في الأفق، في ظل عودة سعر صرف الدولار الى الارتفاع بالاضافة الى ارتفاع أسعار المحروقات وتداعياتها الاجتماعية الكبيرة على أبواب فصل الشتاء، لا تزال الأزمة السياسية تراوح مكانها ولا جديد على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وما الجلسات المتتالية التي يدعو اليها الرئيس نبيه بري سوى محطات في عدّاد جولات الاستحقاق الأصعب.
وفيما التوقعات تشير الى لن جلسة اليوم لانتخاب الرئيس لن تختلف عن سابقاتها، توقّع عضو اللقاء الديمقراطي النائب راجي السعد العودة الى ذات المنطق الذي انطبعت فيه جلسات الانتخاب السابقة بفارق زيادة رصيد النائب ميشال معوض من الاصوات المؤيدة له، لكنها غير كافية لحشر الفريق الاخر كي يعدل في موقفه. هذا الفريق المتمثل بالثنائي اوالتيار الوطني الحر الذين ما زالوا يصرّون على الورقة البيضاء.
النائب السعد وفي حديث مع "الانباء" الالكترونية رأى أن الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان مفتعل منذ اللحظة التي قرر فيها القيّمون على البلد عدم دفع مستحقات اليوروبوند، عندها انفصلنا كلياً عن العالم، في وقت كان المطلوب تنفيذ بعض الاصلاحات التي طُلبت منا في كل المؤتمرات التي تقرر فيها مساعدة لبنان.
وأشار السعد الى عامل محلي واخر خارجي أوصلا البلد الى ما هو عليه من الانهيار، فأصبحنا نتسوّل المساعدة من صندوق النقد الدولي لمساعدتنا مشترطاً تنفيذ الاصلاحات المفترض تطبيقها قبل وقوع الكارثة. بينما اليوم يتم سلق الاصلاحات بطريقة لا تفي بالغرض المطلوب مع الاستمرار بسياسة الترقيع. فكل التفسيرات الدستورية تفرض تأمين أكثرية 86 نائباً، وهذا يمنع في ظل الانقسام القائم انتخاب الرئيس.
ورأى السعد ان لاشيء يمنع أن يكون النائب معوض مرشحا وفاقيا لكن المشكلة في لبنان أن كل جهة تعطي الرئيس السيادي التفسير الذي يناسبه وهل سيكون من راي فريق 8 اذار او فريق 14 اذار، لافتا الى وجود خلاف كبير حول هذه النقطة، مضيفاً "برأينا ميشال معوض يحمل كل المواصفات التي تؤهله ليكون رئيساً وفاقياً، فالرئيس الوفاقي هو الذي يطبق دستور الطائف بكل مندرجاته لكن لسوء الحظ الفريق الاخر لا يقبل به.
وفي السياق نفسه، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى عبر الأنباء الالكترونية الى أن لاشيء تغيّر بالنسبة لجلسة اليوم المتوقع ان تكون شبيهة بسابقاتها، فالجميع يطالب بالتوافق، وهذا يعني اطالة أمد الشغور الرئاسي.
وقال متى: "لقد جرّبنا منذ اقرار الطائف الى اليوم 4 رؤساء جمهورية فماذا كانت النتيجة؟ مزيداً من الانقسام والتراجع وصولاً الى الانهيار.
ورأى متى أنها المرة الاولى التي يمكن أن يكون فيها الاستحقاق الرئاسي ملبنناً لأن كل العالم يشجعنا لانتخاب الرئيس، داعياً النواب 128 الى مراجعة حساباتهم والتصرف بما يمليه عليه واجبهم الوطني، معتبراً ان اللاعب الاساس الذي لا يريد انتخاب الرئيس هو حزب الله بانتظار تنفيذ مشروعه وهذا الحزب قراره خارجي وهناك قوى تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة انطلاقا من علاقتها بحزب الله وانتخاب الرئيس بالنسبة لهم مرتبط بمشروعية حزب الله المتعلقة بمشروعية مصالحهم الضيقة.
متى رأى أن التوافق الذي تريده القوات اللبنانية يجب ان يتم تحت قبة البرلمان وأن تعلن أسماء المرشحين ويحصل نقاش حولها، فمن يحظى بالقبول يدخل السباق وتجري الانتخابات على هذا الاساس وصاحب الحظ يكون الفائز في نهاية المطاف. أما لجهة ما نسمعه من كلام عن ذهاب البعض الى سوريا لسؤال الرئيس السوري بشار الاسد حول من يختار بين المرشحين جبران باسيل ام سليمان فرنجية، فهذا يعني عودة الوصاية السورية وهذا غير وارد بالنسبة لنا لأنه ينتقص من سيادتنا ونرفضه رفضاً قاطعاً، فاذا كان باسيل يعتقد انه الوريث الشرعي لعمه الرئيس ميشال عون ولا يريد ان ينكسر وفرنجية يعتبر انه موعود بالرئاسة بعد انتهاء عهد عون فنحن كفريق سيادي نرفض هذه المقايضة ونربأ بكل المترددين من قوى المعارضة تحكيم الضمير والمنطق والتحالف معنا لانتخاب رئيس سيادي أيا يكن اسمه ميشال معوض أو غيره لتجنيب البلد هذه المهزلة.
تزامناً برز حراك لافت عشية الجلسة لكتلة اللقاء الديمقراطي، حيث زار النائب وائل أبو فاعور كل من رئيسي حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب اللبنانية سامي الجميل، وكان تأكيد على الاستمرار بدعم ترشيح ميشال معوض.
الأنظار تتجه اليوم الى ساحة النجمة ولكن بصفر أمل، بانتظار عدد الأصوات التي سينالها معوض هذه المرة وأي ورقة سيقترع بها نواب التغيير ونواب تكتل الاعتدال الوطني.