الحرّة
يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الثلاثاء، لاختيار ممثليهم في انتخابات التجديد النصفي لكامل أعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام 36 ولاية، وكذلك التصويت على مبادرات ومشاريع قوانين.
وفتحت مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد منذ الساعة السادسة أو السابعة صباحا (11:00 أو 12:00 بتوقيت غرينتش) وفقا للولاية، في يوم الثلاثاء الأول الذي يحل بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر، وفقا لتقليد الانتخابات التي تجري على المستوى الوطني في الولايات المتحدة.
ويجري التصويت على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عدده 100، ويشغل الديمقراطيون حاليا 222 مقعدا من مقاعد مجلس النواب مقابل 213 لصالح الجمهوريين.
وينقسم مجلس الشيوخ بنسبة (50-50) بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بالإضافة إلى صوت نائبة الرئيس، كمالا هاريس، التي تصوت لصالح الديمقراطيين.
ويتم تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية، وكذلك، تشهد أربع ولايات استفتاءً على الحق في الإجهاض، وهي "كاليفورنيا وفيرمونت وكنتاكي وميشيغان".
مستقبل بايدن وترامب
ويعد التصويت في الانتخابات حاسما بالنسبة لمستقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، في الوقت الذي يلمح فيه الأخير إلى الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024.
ودعا الرئيس الديموقراطي البلاد إلى "الدفاع عن الديموقراطية" في الوقت الذي وعد فيه سلفه الجمهوري بـ"إعلان مهم" الأسبوع المقبل، مفسحا المجال أمام تكهنات بشأن إعلان ترشّحه للبيت الأبيض.
وبعد حملة شرسة ركزت على التضخم، يبدو الجمهوريون واثقين بشكل متزايد من فرصهم في تجريد جو بايدن من غالبيته الديموقراطية في الكونغرس، بحسب فرانس برس.
خلال تجمع أخير، مساء الإثنين، في أوهايو إحدى الولايات الصناعية في البلاد، قال الرئيس السابق دونالد ترامب الحاضر بقوة في الحملة الانتخابية "إذا كنتم تريدون وضع حد لدمار بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، يجب أن تصوتوا للجمهوريين غدا".
وأعلن الملياردير البالغ من العمر 76 عاما أنه سيُصدر "إعلانا مهما جدا، الثلاثاء 15 نوفمبر، في مارالاغو" مقر إقامته في فلوريدا، مُدركا جيدا أن انتصار مرشّحيه في صناديق الاقتراع الثلاثاء سيمنحه نقطة انطلاق مثالية للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024.
التضخم
تعد انتخابات نصف الولاية التي تُجرى بعد عامين من الانتخابات الرئاسية للعام 2020، استفتاءً على الرئيس الحالي.
وتجدر الإشارة إلى أنه نادرا ما يخرج حزب الرئيس منتصراً من هذا الاقتراع، وفقا لـ"فرانس برس".
في هذه الأثناء، سعى معسكر بايدن لكسب الأصوات من اليسار والوسط عبر تصوير المعارضة الجمهورية على أنها تهديد للديموقراطية والمكتسبات الاجتماعية مثل الحق في الإجهاض.
وقال الرئيس خلال تجمع، مساء الاثنين، في ميريلاند الواقعة على مشارف واشنطن "نحن ندرك جيدا أن ديمقراطيتنا في خطر".
ويتوقع مراقبون غير حزبيين أن يحصل الجمهوريون على ما يقرب من 25 مقعدا في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا، وهو عدد أكثر من كاف للفوز بأغلبية، وقال محللون إن الجمهوريين يمكنهم أيضا الحصول على المقعد الوحيد الذي يحتاجونه للفوز بالسيطرة على مجلس الشيوخ، وفقا لـ"رويترز".
وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديموقراطي الذي أعرب عن "نيّته" الترشح في العام 2024، ما يُنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2020، وفقا لـ"فرانس برس".
وإذا فاز الجمهوريون في مجلس النواب أو الشيوخ، فسيقضي ذلك على جهود بايدن للحفاظ على حق الإجهاض ومزايا اجتماعية أخرى ضمن أولويات الديمقراطيين في الكونغرس.
وقال بايدن مساء الإثنين إنه "متفائل" بشأن نتيجة الانتخابات، ولكنّه أقر بأن الاحتفاظ بالسيطرة على المجلسين سيكون "صعبا"
وكعلامة على اهتمام الأميركيين بهذه الانتخابات، أدلى أكثر من 43 مليون منهم بأصواتهم بشكل مبكر بحلول، مساء الاثنين.
مع ذلك، قد يستغرق الإعلان عن نتائج المنافسات في بعض الولايات أياما، حسب "فرانس برس".
منافسات تخطف الأنفاس
وتشهد بعض الولايات الرئيسية انتخابات محتدمة، وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحك في الانتخابات الرئاسية للعام 2020، وفقا لـ"فرانس برس".
وفي هذا السياق، تُسلط الأضواء على بنسيلفانيا المركز السابق لصناعة الصلب، حيث يواجه الجراح الجمهوري المليونير محمد أوز المدعوم من دونالد ترامب، رئيس البلدية الديموقراطي لمدينة صغيرة جون فترمان وهو أصلع ذو بنية ضخمة، على أحد أكثر المناصب المتنازع عليها في مجلس الشيوخ.
وكما في العام 2020، تدخل ولاية جورجيا في صلب المنافسات المحتدمة.
ويحاول الديموقراطي رفاييل وارنوك، أول سناتور أسود ينتخب في هذه الولاية الجنوبية ذات الماضي المعروف في التمييز العنصري، الحصول على إعادة انتخابه في مواجهة هيرشيل والكر، وهو رياضي سابق أسود يدعمه أيضاً الرئيس السابق.
كذلك، تشكّل أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكنسن ونورث كارولينا مسرحاً لصراعات محتدمة، حيث يواجه كلّ المرشّحين الديموقراطيين مرشّحي دونالد ترامب، الذين يحملون الولاء التام للرئيس السابق.
وقد أنفقت ملايين الدولارات على هذه المنافسات، مما يجعل من هذا الاقتراع انتخابات نصف الولاية الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة.