اعربت مصادر مطلعة عن اسفها للوضع الذي آل اليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على مستوى السياسة والذاكرة، ذلك ان من تابع المواقف التي صدرت عن جنبلاط في الايام الاخيرة اظهرت من دون ادنى شك ان رئيس التقدمي عاد الى اسلوبه القديم في تزوير الحقائق وتوجيه الاتهامات والتنصل من الارتكابات التي يعرف القاصي والداني انها من صنع يده وحده .

وتوقفت هذه المصادر عند مسألتين فاقعتين تدلان على الوضع المؤسف الذي وصل اليه جنبلاط، الاولى ما حفلت به مداخلته في الاحتفال الذي نظمته السفارة السعودية في بيروت يوم السبت الماضي، من تحريف للوقائع في ما خص بعض الاحداث التي وقعت والتي قيل انها كانت من الاسباب التي عجلت بانعقاد مؤتمر الطائف، خصوصا ان دور جنبلاط واضح في قصف المناطق التي كانت تعرف بالمناطق الشرقية واستهداف خصوصا مواقع الجيش والمؤسسات الشرعية والاماكن الامنة. اما المسألة الثانية فكانت كلامه ليل امس بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ، والذي تناول فيه دور رئيس المجلس في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، متجاهلا - عن قصد  طبعا - دور الرئيس العماد ميشال عون في تحقيق هذا الانجاز الوطني الكبير، في وقت اقر قادة الدول الكبرى باهمية المواقف التي اتخذها الرئيس عون والتي لولاها لما تمكن لبنان من الحصول على حقوقه في حقول النفط والغاز واتصلوا به مهنئين ومثنيين على إنجاز الاتفاقية.

علماً ان المسؤولين في اسرائيل والدبلوماسيين الاميركيين والاوروبيين اكدوا في معرض تقييمهم لمسار المفاوضات بصعوبتها وبصلابة الموقف الرئاسي اللبناني الذي انجز في سنتين تقريبا عملية الترسيم بعدما تعذر ذلك خلال تسعة اعوام واكثر .

واعتبرت المصادر انه اذا كانت ذاكرة جنبلاط قد خانته لاسباب يمكن تفهمها خصوصا في فترة الضياع التي يمر بها، الا ان ما لا يمكن القبول به هو تزوير الوقائع والادعاء بانها حقائق !!