احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد رئيس الملائكة ميخايل بقداس احتفالي اقيم في كنيسة الملاك ميخائيل في جديتا حيث استقبله الأهالي على مدخل الطريق المؤدي الى الكنيسة، وعزفت الموسيقى ترحيباً وقدّمت صبية وشاب من شبيبة رسل اليوم باقتي ورد الى سيادته.
وشارك المطران ابراهيم في القداس الإلهي كاهن الرعية الأب اليان ابو شعر والأب شربل راشد وخدمته جوقة الكنيسة بحضور جمهور كبير من ابناء البلدة والرعية.
قبل بداية الذبيخة الإلهية القى الدكتور جوزف خزاقة كلمة بإسم اهالي جديتا، رحب فيها بسيادة المطران ابراهيم بين اهله وأشاد برؤيته الصائبة للأمور وتمنى له التوفيق في رسالته.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة هنأ فيها اهالي البلدة بعيد شفيعهم الملاك ميخائيل وقال :
" ايها الأحباء القيمون على هذه البلدة الغالية جديتا، اعايدكم في هذه المناسبة المقدسة وانتم تحتفلون بعيد شفيع كنيستكم رئيس الملائكة ميخائيل. يطمئن الإنسان عندما يكون شفيعه رئيس الملائكة، رئيس الجنود، وليس ملاكاً عادياً. مار ميخائيل حمى هذه البلدة بقوة قداسته وبقوة نورانيته، ليس بقوة السيف ولا بقوة سلاح. مار ميخائيل ليس رمزاً للعنف،هو رمز للمسة الله الحنونة، الشافية والحامية، لذلك الإنسان الذي يتخذ الملاك ميخائيل شفيعاً له لا يستقوي به من ناحية القوة لكن يستقوي به من ناحية القداسة. الملاك ميخائيل له قصة مع كل واحد منكم. انا من بلدة جنسنايا شفيعها النبي ابراهيم وغالبية اهلها يحملون اسم ابراهيم وانا واحد منهم. اهالي بلدتي يتشفعون للنبي ابراهيم وهي شفاعة اكيدة لأن الأيام علّمتهم على مدى الأجيال بأن اب الآباء النبي ابراهيم هو فعلاً حارس البلدة وليس فقط شفيع الكنيسة بل شفيع كل شخص من ابناء البلدة، وهذه حال الملاك ميخائيل بالنسبة لكم، كما في غير بلدات لديهم شفعاءآخرين ، لكن هؤلاء الشفعاء جميعاً يقودوننا نحو يسوع، ويوجهوا انظارنا وقلوبنا، ايماننا وافكارنا نحو يسوع المسيح."
واضاف " ما يعرفه يسوع عنا لا يعرفه الآخرون. هو يعرف اسرارنا واوضاعنا وحالتنا. وكما في انجيل اليوم نحن نعرف ان بلدنا كله ينزف وليس فقط الأفراد، عائلات وبلدات، مدن ومؤسسات، وطن بكامله ينزف وهو بحاجة لأن يلمس يسوع ليستمد منه قوة الشفاء. يسوع ينتظر وسط الجموع ليشعر بلمسة المحتاج اليه. لا يعتقد احد اننا نكرة عند الرب يسوع، عندما تكون حالتنا تستدعي ان نلمسه ونستشفي عنده لا تستطيع اية قوة اخرى ان تخلّصنا، وهو بانتظارنا. ليس كل من يلمس الرب يشعر به يسوع المسيح، احياناً نطلب من الرب طلبات غير معقولة وغير منطقية وبالتأكيد لن يشعر الرب بها لأن هناك اشخاص آخرون يستحقونها عن جرح عميق ونزف مدته 12 سنة، عن افلاس بسبب المرض والإحتياجات الإنسانية العميقة والكيانية، هؤلاء الأشخاص عندما يلمسون المسيح يشعر بهم بطريقة مختلفة.
لذلك نحن نقول ان النزف ليس فقط نزف الدم، ليس فقط نزف جرح، لأن الجراح متعددة الأنواع والأشكال، متنوعة المشاعر والأحاسيس، لكن يبقى لمسة واحدة لا تختلف عند المريض الذي يحتاج الى شفاء. يسوع هو شفاؤنا، هو ملاكنا الذي يحمل اسم ميخائيل في هذه البلدة.
هناك بيوت كثيرة تنزف ولا أحد يعرف بجرح الآخر ، لا احد منا يستطيع ان يقول بأن ليس لديه نزيف والرب يسوع ينتظرنا ان نمد يدنا ونسرق لمسة من لكي نشفى."
وتابع سيادته " احياناً هناك احوال نعتبرها مستحيلة . من يستطيع ان يلمس لبنان اليوم ويخلّصه؟ هناك الكثير من الناس ينظّرون فيقولون اننا بحاجة لدولة خارجية تحكم لبنان، وآخرون يقولون انه بحاجة الى دكتاتور ليصلح الأوضاع، وغيرهم يقولون انه ليس هناك نوى هذا بلد ذاهب الى الهاوية. بالنسبة الينا هو مائت لكن بالنسبة للرب يسوع هو نائم. لبنان سينهض عندما يأمره الرب يسوع له ويقول له "يا لبنان قم" ولبنان بالتأكيد سيتسجيب لطلب الله، لأن ما نعتقده مستحيل، عند الله ليس مستحيلاً ، هذا هو ايماننا . "
وختم المطران ابراهيم " نصلي اليوم من اجل لبنان ومن اجل هذه البلدة جديتا، نصلي من اجل كل واحد منكم لكي يتوقف نزيفنا، لكي نشفى ونعود الى صحتنا الكاملة، لنستيقظ من نومنا ولا نعود مائتين بنظر الناس.
في الختام اشكر الدكتور جوزف خزاقة على كلمته الرائعة ، واقول لكم ان وجود هذه الكنيسة في البلدة هو نعمة، والنعمة الأكبر انكم اشخاصاً تعرفون الإيمان بيسوع المسيح وتعيشون بحسب ارادة الرب، وهذا هو غناكم. "
وفي نهاية القداس كانت كلمة شكر لكاهن الرعية الأب اليان ابو شعر توجه بها الى المطران ابراهيم لمحبته الكبيرة للبلدة والرعية، وقدم اليه بإسم ابناء وبنات الرعية بطرشيلاً واموفوريوم.
وتوجه الجميع الى باحة صالون الكنيسة حيث بارك المطران ابراهيم الماء المقدس وقطع شريط الإفتتاح لمزار القديس شربل الذي تبرع بإقامته السيد سبع خزاقة واشقائه، بحضور كاهن رعية سيدة الخلاص المارونية الأب طوني الصقر، وكاهن رعية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس الأب ثيموتاوس ابو رجيلي، ورش سيادته التمثال والحضور بالماء المقدس وسط التراتيل الخاصة بالقديس شربل.
وانتقل الحضور الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بعيد الملاك ميخائيل.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا