هيام عيد - الديار
تكشف أوساط سياسية مطلعة عن أن الإستحقاق الرئاسي قد حضر بين قداسة البابا فرانسيس، ولمرتين متتاليتين، مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خصوصاً وأن الملف اللبناني لا يغيب عن اهتمامات الفاتيكان.
وتوضح الأوساط أن الحبر الأعظم كان مستاءً لما آلت اليه الأوضاع في لبنان ، خصوصاً الفراغ الرئاسي وظروف الناس الإجتماعية والحياتية الصعبة، وطلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارة الأخير إلى الفاتيكان، ضرورة حض الأطراف اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وصولاً الى الطلب منه لإنقاذ لبنان عبر تكثيف المشاورات مع الدول المعنية في الشأن اللبناني، خوفاً من اي انزلاقات امنية، وتجنباً للفوضى العارمة .
واشار البابا للراعي إلى ان التواصل مع ماكرون وأكثر من رئيس دولة مستمر ، ولن يتوقف لأن وضع أمن لبنان يقلقه، لاسيما ان هناك احداثاً حصلت في العراق وسوريا ودفع المسيحييون جراء ذلك أثماناً باهظة من خلال الهجرة .
ومن هذا المنطلق، تشير الأوساط التي واكبت اللقاء، الى أن البابا أصر وشدد على أهمية التعايش المسيحي - الإسلامي في لبنان ، وهذا هو السبيل الأنجح للحفاظ على هذا النموذج والإتعاظ مما حصل في الشرق الأوسط ، لاسيما أن هناك تحولات إقتصادية عالمية ومعاناة في معظم دول العالم، ولهذه الغاية أشار الحبر الأعظم إلى أن لبنان سيبقى في قلبه وعقله، وسيواصل مساعيه من أجل خلاصه من أزماته.
وفي سياق متصل ، يتبين بوضوح أن الأزمة اللبنانية باتت في عهدة المجتمع الدولي، ولطالما وفي محطات سابقة، تم تدويرها نظراً لحالة الإنقسام الحاد بين المقومات اللبنانية ، لاسيما في هذه المرحلة الراهنة، وسط حالة الإرباك والضياع بين صفوف الكتل النيابية والتشرذم الحاصل في هذا الإطار ، مما يلقى صعوبة واستحالة للتوافق على شخصية رئاسية . ومن هذا المنطلق، فإن الملف الرئاسي بات في عهدة الفرنسيين، ولا يُستبعد ومن خلال المعطيات المتوافرة ، أن يصل لبنان موفد فرنسي ، عندما تكون ثمة مؤشرات تشي بتوافق بين واشنطن وباريس ودول أخرى عربية وخليجية، ليتم تسويق التسوية التي ستؤدي إلى إنتاج رئيس جديد للجمهورية، ولكن ليس ثمة ما يشي بأن هذه المسألة باتت قريبة نظراً للإشتباك الدولي والإقليمي . ولذا ثمة ترقب وانتظار، بما معناه انه عندما تتوفر هذه المناخات بين عواصم القرار، عندها تنضج التسوية وينتخب الرئيس العتيد.
وتخلص الأوساط مؤكدةً وعود على بدء ، بأن قداسة البابا يعتبر من أبرز المهتمين والساعين لمساعدة لبنان وانتخاب الرئيس، وهذا ما ستظهر معالمه في وقت ليس ببعيد من خلال التواصل مجدداً مع الفرنسيين ، إذ تنقل الأوساط نفسها، أن دوائر الفاتيكان تواكب وتتابع الوضع اللبناني مع دوائر الإليزيه ومستشاري الرئيس ماكرون. وبالتالي ، إن هذا التواصل لا ينحصر بباريس، بل مع واشنطن وموسكو، في وقت أن البطريرك الراعي سيبقى يرفع الصوت عالياً من خلال عظاته ومواقفه، وثمة تواصل وتنسيق قائمين بين بكركي وعاصمة الكثلكة ، ولكن وخلافاً لما يعتقده البعض فإن البطريرك الماروني لم يعرض على البابا فرانسيس أو تداول معه بأسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية وأن بكركي ترغب بدعمها، أي أن الصرح البطريركي لن يدخل على الإطلاق في لعبة الأسماء، وليس ثمة مرشحين لديه، بل مواصفات رئيس، وكذلك ضرورة حصول الإنتخابات في أقرب فرصة ممكنة، كي لا يقع البلد في المحظور أمنياً واقتصادياً .