أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع جمعية "دوائر" وبدعم من ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية (KFW)، شبكة تضم 51 من مدققي الحقائق الشباب في لبنان بهدف التوعية حول مدى تأثير الأخبار الزائفة وخطاب الكراهية في المجتمع على الصعيدين المحلي الوطني، والعمل على مكافحة الأخبار الزائفة، وذلك في الحفل الختامي لمشروع "الشباب لمكافحة الأخبار الزائفة وخطاب الكراهية" الذي عقد الخميس الواقع في 27 تشرين الأول الجاري في منطقة بيروت الرقمية (BDD).
وحضر الحفل الختامي مديرة البنك الألماني للتنمية في لبنان الدكتورة سولفيغ بول، ومساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان السيد إدغار شهاب، والسيدة إليسار ندّاف ممثلة وزير الإعلام اللبناني الأستاذ زياد مكاري، بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف الجامعات اللبنانية، وعدد من اللجان المحلية الفاعلة في البلديات، وأهالي الشباب وإعلاميين.
هدفَ المشروع الذي امتد على مدى 11 شهراً إلى تعميم ثقافة التحقق من الأخبار وخلق شبكة من مدققي الحقائق الشباب من طلاب الإعلام من مختلف المناطق اللبنانية، ليكونوا مصدر ثقة في مجتمعاتهم. وشارك 51 طالباً من كليات إعلام عدة في تدريبات حول التربية الإعلامية وكيفية مكافحة خطاب الكراهية وبناء القدرات لمكافحة الأخبار الزائفة بالإضافة إلى إطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي.
تلا التدريبات إطلاق حملة توعية على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "#عد ـ للعشرة"، المستوحى من الشباب، لنشر الوعي حول مخاطر الأخبار الزائفة على الاستقرار الاجتماعي.
بعد النشيد الوطني، افتتح الحفل، الكوميدي نيكولا طوق بالتعاون مع الشاب والشابة المشاركين في المشروع جميل صالح وميرنا حنّاوي. وعُرض خلال الحفل عدد من الأفلام حول المشروع والحملة الإعلامية والمسرحية التفاعلية.
كما جرى إطلاق منصة "Sawab"، وهي أول مبادرة شبابية من نوعها لمكافحة الأخبار الزائفة في لبنان عبر تطبيق "واتساب". وفي نهاية الحفل، وُزعت الشهادات على الشباب.
وقال مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان السيد إدغار شهاب: "إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أكون معكم اليوم وأشهد تتويجاً ناجحاً لـ 11 شهراً من التدريبات والحملات الوطنية لمكافحة الأخبار الزائفة وخطاب الكراهية... هذه الظاهرة الاجتماعية التي يمكن أن تسبب توترات اجتماعية غير ضرورية وصراعاً بين المجتمعات، وتعرقل جهود بناء السلام والتماسك الاجتماعي". وأضاف شهاب: "اليوم، تمكنّا من الوصول إلى أكثر من 20 قرية في كلّ أنحاء لبنان، وأكثر من مليون شخص من خلال الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعميم ثقافة التحقق من الأخبار وخلق بناة السلام في المجتمعات".
أما مديرة البنك الألماني للتنمية (KFW) الدكتورة سولفيغ باهل، فقالت: "الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية ليسا بالظاهرة الجديدة، كلاهما يزدهر في وقت الأزمات. إن رؤية 51 مدقق للحقائق شاب من جميع أنحاء لبنان يمنحني التفاؤل. أنا متأكدة من أنكم ستكونون قادرين على التأثير بشكل إيجابي على مجتمعكم المحلي ومن خلال مكافحة تلك الأخبار الزائفة وخطاب الكراهية أكان الإنترنت والحملات عبر الإنترنت".
من جهتها، شددت رئيسة جمعية "دوائر" السيدة رانيا زعتري على أهمية الوعي الفردي والجماعي والمجتمعي لآليات الكشف عن الأخبار، والعمل على تعزيز التفكير النقدي، إذ إن المواطنة الإلكترونية أو الافتراضية لا تعفي الشخص من الحقوق والواجبات والمسؤوليات". وأضافت زعتري أنّ جمعية دوائر" تعمل على تمكين الشباب والشابات وبناء قدراتهم/ قدراتهن لمواجهة خطاب الكراهية والعنف ومكافحة الأخبار الزائفة، ليصبحوا عناصر فاعلة ومؤثرة في المجتمع. وهذا يصب في أهداف دوائر المتمثلة في نشر الوعي حول التربية الإعلامية وتعزيز التماسك والاندماج الاجتماعي". أضافت الزعتري أنّه انطلاقاً من الإيمان بما سبق "كان مشروع الشباب لمكافحة الأخبار الزائفة وخطاب الكراهية، الذي عمد إلى تمكين الشباب لتطبيق هذه المفاهيم في عملهم وحياتهم مستقبلاً، والمساهمة في بناء الاستقرار الاجتماعي والحدّ من النزاعات المجتمعية".
وبعدها، تحدث عدد من الشباب والشابات عن تجربتهم في هذا المشروع على الصعيد الشخصي والمهني وتم عرض عدد من الفيديوهات الموثقة خلال 11 عشر شهراً، من حملات الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى عن زيارة 20 قرية وبلدة طالت مختلف المناطق اللبنانية لعرض مسرحية توعوية في هذا الاطار.
وختاماً، تم توزيع شهادات المشاركة على 51 شاب وشابة، وتم تقطيع قالب الحلوى بهذه المناسية وأقيم حفل كوكتيل.