الاستحقاق الرئاسي: انتهت المناورات ولعبة الأرقام.. وإلى الفراغ درّ!
الاستحقاق الرئاسي: انتهت المناورات ولعبة الأرقام.. وإلى الفراغ درّ!

أخبار البلد - Tuesday, October 25, 2022 6:00:00 AM

تصوير: نبيل إسماعيل

محمد بلوط - الديار

صار الفراغ الرئاسي حقيقة غداة انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية في آخر الشهر الجاري. هذا ما عبر عنه مصدر نيابي بارز بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية امس، مستبعدا حصول معجزة في الايام القليلة المتبقية لاننا لسنا في زمن المعجزات.

 
بعد خروجهم من القاعة العامة، اجمع النواب من كل الكتل والاتجاهات ان الفراغ الرئاسي بات امرا واقعا، وان الجلسة المقبلة ستكون كسابقاتها في ظل مراوحة المواقف واستمرار معادلة الورقة البيضاء في وجه مرشح التحدي.

وكما كان متوقعا، جاءت جلسة الامس نسخة طبق الاصل عن الجلسات السابقة، مع تعديل في الارقام، ودخول مرشح جديد لـ "التغييريين" هو الدكتور عصام خليفة.

وبنتيجة الاقتراع في الدورة الاولى، تراجع عدد اصوات مرشح "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"الكتائب" ميشال معوض من ٤٢ الى ٣٩ صوتا، كما تراجع عدد الاوراق البيضاء من ٥٨ الى ٥٠، ونال مرشح "التغييريين" عشرة اصوات، وبلغ عدد الذين صوّتوا لـ "لبنان الجديد" ١٣ نائبا معظمهم من النواب السنّة في كتلة "الاعتدال" وخارجها، وفضل النائب جميل السيد اختيار عبارة " العوض بسلامتكم "، حيث اعتبرت ورقته ملغاة، بالاضافة الى ورقة اخرى كتب عليها عبارة " لاجل لبنان".

واذا كان غياب عدد من نواب الفريقين قد خفّض ارقام معوض والورقة البيضاء، فان الحقيقة التي تبلورت في جلسة الامس هي ان لعبة تسجيل الارقام لم تعد مفيدة، او ان لها اي دلالات او اعتبارات في معركة رئاسة الجمهورية، بعد ان وصلت الى مداها وتبادلت الاطراف الرسائل على وقع المعادلة التي صارت معروفة: الورقة البيضاء في وجه مرشح التحدي. فتحالف "القوات" و"التقدمي" و"الكتائب" اختار ترشيح معوض دون ان يحسب حساب رأي ومواقف وكتل نيابية كثيرة من جهات وتوجهات مختلفة، ولم ينجح في فرض ايقاعه على "التغييريين" او يكسب اصوات النواب السنّة.

اما  "امل" وحزب الله و"التيار الوطني الحر" و"المردة" والحلفاء فاختاروا الورقة البيضاء، تحت شعار الدعوة الى الحوار وانتخاب رئيس توافقي كما عبروا مجددا امس، معتبرين ان مرشح التحدي هو الذي يؤدي الى الفراغ.

وعلى جبهة نواب "التغيير" برز في جلسة الامس اختيارهم اسم جديد خارج لائحة الاسماء السابقة هو الدكتور عصام خليفة، الذي حظي باصوات ٩ من النواب الـ١٣، بالاضافة الى صوت النائب اسامة سعد، بينما خرج النائب وضاح الصادق من التكتل ليعلن انه صوت لميشال معوض. وغابت بولا يعقوبيان، بينما تردد ان مارك ضو لم يصوّت لخليفة، وغرد ايضا خارج سرب التكتل ولم تتضح ورقته.

ورغم هذا الاهتزاز في صفوفه، فقد حافظ تكتل "التغييريين" على هويته الخاصة بترشيحه خليفة، ولم يتأثر بحملات التهويل الاخيرة التي شنها تحالف ما يسمى "المعارضة السيادية"، مع العلم ان هذه التسمية لا يحبذها الحزب "التقدمي" ورئيسه وليد جنبلاط.

وكما عبّر نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، فان جلسة الامس ربما تكون آخر جلسة على منوال ما جرى سابقا. واذا كان لم يتوسع في تفسير هذا الكلام، فان مصدرا نيابيا رأى ان الجلسة المقبلة ربما لن يتأمّن نصابها، واذا تأمّن فان عملية الاقتراع لن تخرج باي معطيات ايجابية، لذلك صار من الضروري الانتقال الى مرحلة اخرى تخرجنا من دوامة تكرار مشهد الجلسات السابقة. لكنه استدرك قائلا: " لا اعتقد ان اي تطور مؤثر سيحصل في الايام القليلة الباقية من المهلة الدستورية وولاية الرئيس عون، وبالتالي باتت الانظار مشدودة الى مرحلة ما بعد هذا اليوم، وما يمكن ان يستجد مع بدء الفراغ الرئاسي".

اذن المرحلة الجديدة ستبدأ مع بداية الفراغ، من هنا تبرز اهمية موقف الرئيس بري الذي عبّر عنه مؤخرا باعلانه استعداده ورغبته في العمل والسعي الى حوار حول الاستحقاق الرئاسي، لأن البلد لم يعد يحتمل اضاعة الوقت او الفراغ، ولان الجميع محكومون ومعنيون بالحوار في هذا الشأن الهام. ولم يبح بري بكل اسراره، لكن المعلومات المتوافرة من مصادر مطلعة انه ينطلق في فكرته من معطيات وامور عديدة منها تجربة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، التي اكدت الحاجة الى تحرك حواري ينقلنا الى انتخاب رئيس جديد للبلاد . ويستند ايضا الى مواقف داخلية مؤيدة ليس من "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" و"المردة" والحلفاء، بل ايضا من الحزب "التقدمي الاشتراكي" كما عبّر النائب هادي ابو الحسن امس، وكذلك من كتلة "الاعتدال" ذات الغالبة السنية.

ووفقا للمعلومات ايضا، فان بري بدأ جوجلة افكار حول هذا الموضوع، ومن المتوقع ان يباشر عملية جس نبض الاطراف والكتل في الايام المقبلة، ويبدأ جوجلة ناشطة مع مطلع الشهر المقبل من اجل انضاج فكرة الحوار وبلورة الآلية او شكل الحوار. وهذا ما عبر عنه معاونه السياسي النائب علي حسن خليل امس بقوله، انه لم تتبلور بعد صورة الحوار، لكن من المؤكد ان بري يستشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الملف الرئاسي، وفي ضوء مشاوراته سيتبلور شكل الحوار ما اذا كان الى طاولة جامعة ام على شكل لقاءات يجريها بري مع الكتل تمهد لحوار الطاولة. وتشير المعلومات الى ان بري يستند ايضا في خوض هذا التوجه الى موقف خارجي ايجابي داعم من دول عديدة عربية واجنبية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مصر وفرنسا.

وفي وقائع جلسة الامس، افتتح بري الجلسة وتليت المواد الدستورية ومواد النظام الداخلي المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية، ثم اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم : حسن مراد، حسين الحاج حسن، جهاد الصمد، نديم الجميل، زياد حواط، الياس الخوري وطوني فرنجية. وبعد توزيع الاوراق جرت عملية الاقتراع بمشاركة ١١٤ نائبا وجاءت النتيجة على الشكل الإتي:

٥٠ ورقة بيضاء، ميشال معوض ٣٩، " لبنان الجديد" ١٣، عصام خليفة ١٠، وورقتان ملغاتان واحدة كتب عليها " العوض بسلامتكم"، والثانية " لاجل لبنان".

وفقد النصاب قبل الدورة الثانية وبلغ عدد النواب الحاضرين ٦٩ نائبا.

وتلي محضر الجلسة، ثم اعلن بري الدعوة الى الجلسة المقبلة في الحادية عشرة من صباح بعد غد الخميس، قبل ان يستدرك قائلا: ان هذا الموعد قابل للتعديل، عندما لفت نظره بوصعب ان الخميس هو موعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني