ذكرت وسائل إعلام كردية نقلا عن معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية، أن الولايات المتحدة طالبت تركيا بسحب مسلحي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) من منطقة عفرين وريف حلب.
وبحسب المصادر، فقد "طالبت واشنطن، أنقرة، بسحب مسلحي هيئة تحرير الشام من منطقة عفرين وريف حلب، محذرة إياها من فتح الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لدخول المدينة" الواقعة في شمال سوريا.
وقال معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية في تقريره إن "هيئة "تحرير الشام"، إحدى فصائل "جبهة النصرة"، دخلت عفرين هذا الأسبوع عبر الباسوطة من الجنوب وعبر دير بلوط من الجانب الجنوبي الغربي، وتمكنت من الاستيلاء على عفرين بأكملها، بما في ذلك مدينة عفرين، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في المنطقة، في خطوةٍ ما كانت لتُصدّق قبل أيام قليلة فقط. وتوجهت نحو مدينة أعزاز الحدودية، وهي أكبر مدينة في شمال سوريا خاضعة لسيطرة المعارضة، وإنه لحد الآن، تمكن الفيلق الثالث، المكون بشكل رئيسي من "الجبهة الشامية"، الألوية المحلية في أعزاز ومارع وتل رفعت المتمركزة في كفر جنة على بعد بضعة أميال غرب أعزاز، من إحباط تقدم "هيئة تحرير الشام"، وجرت مفاوضات في الباسوطة، لكن "الشامية" رفضت جميع مطالب "هيئة تحرير الشام"، وبقيت الاشتباكات مستمرة على جبهة كفر جنة".
وأضاف التقرير: "بدأ القتال بسبب تجارة المخدرات المربحة والمتفشية في سوريا إلى جانب المصالح المتنافسة لألوية مختلفة داخل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا الذي يسيطر على المنطقة، وكان أبو غنوم - الناشط في الباب الذي اغتيل مؤخرا مع زوجته - يحقق في تورط "لواء الحمزة" المحلي في تجارة المخدرات، وفي وقت لاحق، حققت "الجبهة الشامية"، وهي الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري" الموالي لأنقرة التي تقدم له التجهيزات والسلاح والتمويل، في الحادثة، وقامت "الشامية" كما يطلق عليها السكان المحليون، بإفراغ مقر "الحمزة" في الباب بعد أن أشارت الأدلة إلى أن قائدًا في اللواء مذنب".
وأشار إلى أنه "في 14 أكتوبر، تم توقيع اتفاق بين الفيلق الثالث - الجبهة الشامية بشكل رئيسي - و"هيئة تحرير الشام"، حيث ينظم الاتفاق عملية وقف إطلاق النار ويسمح بعودة الجبهة الشامية إلى قواعدها في عفرين بهدف بناء حكم مشترك، في حين كانت هناك محادثات سرية جارية مع الجهات الدولية الفاعلة لتنفيذ خطة الجولاني في شمال غرب وشمال سوريا من خلال جرابلس".
وأوضح مصدر في عفرين للمعهد قائلا: "الهدف برمته هو حل الجبهة الشامية، وهي المحاولة الثانية (من نوعها)..الأمريكيون هددوا الأتراك يوم الجمعة: "يجب على الجولاني مغادرة عفرين وإلا ستسمح (الولايات المتحدة) لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالدخول"، وهذا ما أثار غضب الأتراك وساعد على موازنة الوضع..يمكن للجبهة الشامية العودة إلى مقرها الرئيسي في عفرين، في المعبطلي ومدينة عفرين بشكل أساسي".
كما قالت عدة مصادر في عفرين للمعهد: "خرجت هيئة تحرير الشام من عفرين، لكن أجهزة الأمن والاستخبارات لا زالت هناك".
ولفت المعهد في تقريره إلى أنه "في كفر جنة، غرب اعزاز، نجح الفيلق الثالث في"الجيش الوطني السوري" الموالي لأنقرة الذي تقدم له التجهيزات والسلاح والتمويل، في احباط محاولات "هيئة تحرير الشام لدخول" أعزاز، كما أدت المعركة الشرسة هناك إلى موازنة الوضع بالمثل، وفي مساء الأحد الماضي، وردت أنباء عن محاولة هيئة تحرير الشام مرة أخرى التوغل في أعزاز، وقام السكان المحليون بغلق الطريق والاحتجاج إلى جانب عدة مدن أخرى في شمال حلب مثل مارع، والراعي، والباب، وجرابلس، ضد القائد العسكري العام لـ"تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني".