أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بعد نهاية "عصر الترسيم" البحري الجنوبي، وهو أحد أكثر الملفات التي كانت تهمّ المجتمع الدولي عموماً، والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، منذ أكثر من عامَيْن، من بين كل مسارات الترسيم اللبنانية الضرورية الأخرى. وبعد انتهاء الحاجة الدوليّة ربما، الى بعض الشخصيات السياسية اللبنانية التي لعبت دوراً مطلوباً منها، في إتمام الترسيم الجنوبي.
"ستارلينك"
وفي عالم وصل الى حدّ دراسة "البيت الأبيض" إمكانية نقل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك"، الى داخل إيران التي تشهد أحداثاً هي أقرب الى ثورة، من أن تكون مجرّد احتجاجات فقط.
وفي زمن مطالبة أكبر الدول الأوروبية بإجراء تحقيق بشأن الطائرات الإيرانية المُسيّرة التي يقصف بها الجيش الروسي أوكرانيا، وهو تحقيق بشأن الأسلحة الإيرانية نفسها الموجودة في لبنان (أو ما يُشبهها كثيراً)، والتي تسبّبت بمُحاصرته اقتصادياً ومالياً في خريف عام 2019.
وفي منطقة تتحوّل فيها السعودية الى مركز إقليمي للمصانع الصينية، والعلاقات الأميركية - الخليجية الى مادّة لوجهات نظر، بدلاً من الشراكات الاستراتيجية، الى أي مدى باتت الحاجة اللبنانية ماسّة الى إجراء "نفضة" داخليّة شاملة، تشمل انتخابات نيابية مُبكرة، وانتخابات رئاسية، وتشكيل حكومة، بالإضافة الى مؤتمر سياسي كبير، يرسم الاتّفاق على المستقبل اللبناني العام، ضمن منطقة وعالم ما عاد لبنان الحالي قادراً تماماً على إيجاد مكان له فيهما، بالظّروف القديمة.
انتهت؟
فوظيفة بعض أكبر الشخصيات اللبنانية، التي لطالما اعتُبرت "ضمانة"، قد تكون انتهت بالنّسبة الى الغرب، وذلك بإنجاز الترسيم الجنوبي، وهو ما يعني أن لا مانع فعلياً بعد اليوم من الحديث عن نقلة نوعيّة باتت ضرورية لمجلس النواب.
وهذه النّقلة النوعية، هي القادرة على أن تقود الى "رئاسة جديدة" في البلد، والى حكومة جديدة، والى جلسات موضوعيّة ومتوازِنَة على طاولات حوار لبنانية - لبنانية، والى طاولة مؤتمر كبير خارجي - داخلي، يرسم دور لبنان خلال الـ 100 عام المقبلة ربما، أو أكثر، واستجابته للقضايا الدولية الجديدة، التي سترسم مستقبل العالم بعد انتهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
"الرئاسية"
رأى الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجار أن "أبرز ما يجب فعله في لبنان، خلال وقت قريب، هو انتخاب رئيس للجمهورية".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "العالم كلّه لا يزال على اهتمامه بلبنان، وذلك رغم كل المشاكل التي تعصف بمعظم البلدان. ولكن المهمّ هو أن نهتمّ نحن بأنفسنا. ويكون ذلك بإجراء الانتخابات الرئاسية في مدّة زمنية قريبة".
في مرحلة لاحقة؟
وأكد نجار أن "لا طروحات دولية للملف اللبناني في الوقت الراهن، سوى انتخاب رئيس جديد، وأن يكون سيادياً".
وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يكون الرئيس الجديد سيادياً بالفعل، بعد التسهيل الإيراني للاتّفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، أجاب:"رغم كل شيء، المطلب الدولي يتركّز على انتخاب رئيس لبناني سيادي. فمحصّلة الأحداث بيّنت أن إيران ضعيفة، وأن "حزب الله" بات حذراً جدّاً، وأنه ليس مُمسِكاً باللّعبة تماماً. وهو ما أظهرته المستجدّات الأخيرة في لبنان".
وختم: "الانتخابات النيابية المُبكرة مُستبعَدَة في اللّحظة الرّاهنة، أو حتى في وقت قريب، وقد يُنظَر بها دولياً في مرحلة لاحقة. ولكن لا شيء مطلوباً على الصّعيد اللبناني قريباً، أكثر من إتمام الانتخابات الرئاسية".