"المسرحية" الرئاسية.. عرض ثالث وخلاف قواتي مع جنبلاط!
"المسرحية" الرئاسية.. عرض ثالث وخلاف قواتي مع جنبلاط!

أخبار البلد - Friday, October 21, 2022 7:12:00 AM

الديار

لم يكن من المنتظر ان تكون الجلسة الثالثة ثابتة رئاسيا، «المسرحية الهزلية» انتهت بمشهد الانقسامات ضمن الفريق الواحد التي لا تزال على حالها، المعارضة مشرذمة، ولا تجد سبيلا للتفاهم على مرشح واحد، فيما تعكس الورقة البيضاء فشل الوساطات في المعسكر الآخر للتوحد حول اسم قابل للتسويق او حتى المناورة، في ظل رفض قاطع من رئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مع العلم انه لا توجد اتصالات ثنائية بين الجانبين، وقد بات واضحا ان كل الاطراف تنتظر بدء «الفراغ» الرئاسي «لتبني على الشيء مقتضاه» مع دخول متسابقين جدد على «الحلبة»، كما ينتظرون تطورات خارجية سيكون لها انعكاس مباشر ومؤثر في العملية الانتخابية وتحديد هوية الرئيس العتيد، خصوصا ان العلاقات السعودية الايرانية تشهد «هبة باردة واخرى ساخنة» ولم تصل بعد الى خواتيمها السعيدة. في هذا الوقت، صدرت الدفعة الاولى من طعون المجلس الدستوري دون أي مفاجآت مع رد خمسة طعون نيابية، فيما تدور الاتصالات الحكومية في «حلقة مفرغة» وسط تبادل للاتهامات بين الرئيس المكلف وفريق رئيس الجمهورية السياسي «بتعطيل» فرص التسوية التي يمكن ان تتحقق بصعوبة قبل نهاية الجاري، في ظل «لعبة» «عض الاصابع» بين ميقاتي وباسيل. وبانتظار وصول «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت الاسبوع المقبل حاملا الوثيقة النهائية للاتفاق الذي سيجري التوقيع عليها قبل نهاية الجاري، اعلنت «اسرائيل» عشية الانتخابات التشريعية عن مناورة عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان لاختبار جهوزية المنظومة العسكرية، وخصوصا منظومة «القبة الحديدية» في ظل ارتفاع منسوب القلق الاسرائيلي بعد اثبات منظومة الطائرات الايرانية المسيرة نجاحها في الحرب الاوكرانية، وهي تعد جزءا بسيطا من المنظومة الهجومية التي يمتلكها حزب الله. في المقابل استنفرت المقاومة مختلف قطاعاتها العملانية على الارض استعدادا لاي مفاجآت غير محسوبة، وذلك على الرغم من انخفاض منسوب احتمالات التصعيد. 
جلسة «فولكلورية» جديدة 
رئاسيا، تكررت المسرحية الهزلية مرة جديدة في ساحة النجمة، وفي غياب واضح للمسؤولية الوطنية عند نواب يتبادلون «التعليقات «السخيفة على «الهواء» في بلد منهار ويواصل رحلته الى قعر «جهنم»، طارت الجلسة في سيناريو بات مملا ومعيبا، وقد حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، موعداً جديداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين المقبل في 24 تشرين الأول ، الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، وذلك بعد فقدان النصاب في الدورة الثانية امس بعد انسحاب نواب «كتلة الوفاء للمقاومة» «وتكتل لبنان القوي» «والتنمية والتحرير»، وانعقدت الدورة الأولى في حضور 119 نائباً داخل القاعة العامة،  وجاءت نتيجة فرز الأصوات على الشكل الآتي: 55 ورقة بيضاء، 42 ميشال معوّض، بتقدم 6 اصوات عن الجلسة الماضية، 17 لبنان الجديد، 1 ميلاد أبو ملهب، و4 ملغاة، وتعليقاً على عدم حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، الجلسة، قال بري إنّ «رئيس الحكومة ليس نائبًا، ومن غير الضّروري أن يحضر جلسة انتخاب الرّئيس»، مضيفًا: «قولوا بدنا ننتخب رئيس، لجيب أكتر من رئيس حكومة...

 
انقسام المعارضة 
وعقب الجلسة، وفيما اكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل استمرار الجهود لتوحيد المعارضة، انتقد عضو تكتل «​اللقاء الديموقراطي​«، النائب ​هادي أبو الحسن​، واقع المعارضة المنقسم في ظل انتقادات واضحة «للتغييريين» وكتلة السنة المحسوبين على «المستقبل» وقال إنّ «هناك مجموعة تمعن في منع الوصول إلى صوت وازن للمعارضة وهذا شيء غير صحي وغير مفيد وهذا يتلاقى مع إرادة التعطيل»، ودعا زملاءه في المعارضة إلى «التلاقي على مرشح واحد فالسياسة ​لا تُدار بالإرباك ولا بقلة الخبرة ولا بالنكد السياسي»، مشيراً إلى أنّه «عندما زارنا مجموعة النواب الـ 13 تلاقينا على النقاط الأساسية وطلبنا منهم أن نذهب إلى الأسماء لكن لديهم تخبط وضياع في الأسماء. وفي السياق نفسه، انتقد عضو كتلة «الجمهورية القوية»، النائب جورج عدوان الكتلة «التغييرية»، ولفت الى إن الأمور باتت واضحة، فقد تبيّن اليوم أنّ هناك 56 نائباً لا يمكنهم الاتفاق على مرشّح لخوض الانتخاب من خلاله ولا جرأة لديهم للذهاب نحو دورة ثانية، مضيفاً: «نال المرشح ميشال معوّض 44 صوتاً، ، وهذا يعني أنّه استطاع بين دورة وأخرى إقناع نواب جدد للانضمام إلى معركة السيادة والإصلاح». وتوجّه إلى «التغييريين» بالقول: «عليكم يوم الاثنين أن تحسموا أمركم وكثرة الاجتماعات والأسماء الجديدة لن توصل إلى مكان». من جهته، اكد النائب ميشال معوض، انه لا ينتظر التسويات والمساومات، وقال «ان الكلام عن حرق اسمي غير صحيح على الرغم من كل الحملات التي أتعرض لها «يوم حرقوني ويوم اشتروني ويوم باعوني»، إلا أنني المرشح الجدي الوحيد وأعلن ترشحي بشكل واضح وكتلتي لا تخجل بترشحي». 

مواصفات حزب الله الرئاسية 
من جهته، رأى عضو تكتل «​الوفاء للمقاومة​«، النائب ​علي فياض​، أنّ «ما حصل أمر طبيعي فالمطلوب أن يتمّ تزخيم اللقاءات من أجل التوافق على رئيس للجمهورية، معتبراً أنّ التوافق على رئيس لا يعني الإجماع ولكن تأمين الأغلبية مع النصاب. وفيما دعا النائب حسن فضل الله الكتل النيابية التي تصر على ترشيح رئيس تحد الى عدم تضييع الوقت والتوجه الى الحوار للوصول الى توافق على اسم رئيس، كان عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، اكثر وضوحا بتاكيده أنّ ما يحصل في جلسات انتخاب رئيس للجمهورية يثبت أن تدخلات السفارتين الأميركية والسعودية عطّلت وتعطّل انتخاب الرئيس في المهل الدستورية «لأنّهما وأتباعهما يريدون فرض مرشّح رئاسي للتحدّي والمواجهة وجرّ البلد للصدام، والكل بات يعلم أن السفارتين قد وضعتا انتخاب الرئيس على المسار الأصعب والأبعد. وحدد مواصفات الرئيس المقبولة لدى الحزب بالقول نريد انتخاب رئيس للجمهورية لا يكون موظفًا عند السفارات، ولا يعاني من عقدة نقص في استرضاء أيّ سفارة من السفارات». 

جنبلاط - القوات: الخلاف على الحوار؟ 
وفي السياق نفسه استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط النائب ملحم الرياشي موفداً من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بحضور النواب أكرم شهيب ووائل أبو فاعور وراجي السعد والنقاش تركز على ملف الانتخابات الرئاسية، ووفقا لمصادر مطلعة فان جنبلاط كان واضحا انه لن يستمر في دعم ترشيح معوض الى ما نهاية، لانه مقتنع ان رئيس «التحدي» لن يمر على الرغم من ارتفاع نسبة الاصوات المؤيدة له. ويجب الاستعداد للمرحلة الثانية بعد الشغور الرئاسي، لان تلك المرحلة تحتاج الى مقاربة جديدة براي جنبلاط الذي ابلغ رياشي انه سيستجيب لدعوة الرئيس بري للتشاور والحوار حول رئيس توافقي عندما يدعو الى ذلك، وهو امر ترفضه القوات اللبنانية. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني