جوليان فارس يقود بحثاً عالمياً في ريادة الأعمال ويكشف أسرار صمود ونجاح الشركات اللبنانية
جوليان فارس يقود بحثاً عالمياً في ريادة الأعمال ويكشف أسرار صمود ونجاح الشركات اللبنانية

اقتصاد - Wednesday, October 19, 2022 3:04:00 PM

يشكّل ما يمرّ به لبنان حاليًا، على الرغم من قساوته، يشكل مادّة بحثيّة فريدة من نوعها. ليس من باب الصدفة أن يصنّف البنك الدولي الأزمة التي يشهدها لبنان بين أقسى وأشدّ ثلات أزمات في العالم وأشدّها منذ قرابة المئة وخمسون عامًا ولغاية اليوم، كما أنّ بعض الاقتصاديين صنّفوها بالأاشدّ قساوة على الإطلاق.

تمثّل الأزمة في لبنان هي مجموعة أزمات تواجدت كلّها في آن واحد. فهي أزمة اقتصادية، ومالية، ومصرفية وسياسية أضيف عليها جائحة كورونا وتداعياتها ومن ثم انفجار بيروت الذي صُنّف كثالث أكبر انفجار غير نووي في العالم والذي دمّر قلب العاصمة، وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية التي هدّدت الأامن الطاقوي والغذائي في العديد من الدول الناشئة والمتقدّمة فكم بالحري في البلدان النامية ولبنان تحديدًا؟ أي أزمة من تلك الأزمات التي تم ذُكرتها تهدّد بإفلاس شركات عدّة، فكيف إذا كانت مجتمعة في آن واحد؟

بالرغم من هذه الظروف القاهرة تبيّن أنّ قدرة الشركات اللبنانية بالوقوف بوجه الأزمات عمل استثنائية ممّا استدعى البحث عن أسرار صمودها، فتضافرت جهود باحثين في كلّ من الجامعة اللبنانية الأمريكية وجامعة القديس يوسف في بيروت والجامعة الأمريكية في بيروت لحلّ هذا اللغز.

فقاد الدكتور جوليان فارس بحثًا معقّدًا بالشراكة مع الدكتور سامي صدقة والاستراتيجي في شؤون الإستثمار جهاد الحكيّم الذي كان أوّل من توقّع علنًاً تاريخ وحجم الانهيار المالي والاقتصادي وحجمه في لبنان، ونصح المواطنين والشركات بكيفية تنويع ادخاراتهم ومحفظاتهم ليكونوا بمنأى عن تداعيات هذا الانهيار. تناول البحث دراسة معمّقة استغرقت سنتين ونيّف من العمل الدؤوب والشاق، وشملت شركات رائدة في مجالات عدّة من بينها الترويج والإعلان، والتكنولوجيا، والألبسة والتصميم، وإدارة المهرجانات والتسلية والمطاعم، والصناعات الغذائية وصناعة الأجهزة الطبية وغيرها من الصناعات....

تبيّن أنّ أبرز أسباب صمود ونجاح الشركات اللبنانية ونجاحها تتلخص بثلاث نقاط.

1) ) الشركات التي تُعنى بالصناعات الغذائية والمطاعم، كانت بين أكثر المتأثرين بالأزمة. بالرغم من ذلك، تمكنت من التعافي جزئيًا من خلال تدابير فورية بسيطة غير استراتيجية، تمثّلت بالحصول على التمويل المناسب من المساهمين والمساندة المالية من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى ولاء الموظفين الذين شاركوا بتحمّل الأعباء وتقدير الظروف التي تمرّ بها الشركة، فهذه النخوة اللبنانية هبّت في النفوس مشكّلة فرادة يجب التوقف عندها. كما أنّ المعنويات والتحفيز من قبل إدارة هذه الشركات شكّل نقطة تحوّل وعامل صمود فريد، ناهيك عن تقليص النفقات بشكل فوري ومناسب.

2)) أمّا الشركات التي تنضوي تحت ضمن التصميم والصناعات المختلفة، فكانت آثار الأزمة على مواردها الاقتصادية وعملياتها محدودة إلى حدّ بعيد.  فكما استوعبت تداعيات الأزمة عبر تطوير الإمكانياتها الموجودة لديها من خلال توسيع شبكة علاقاتها والتصدير، وزيادة الفعالية في التصنيع والإانتاج، ناهيك عن تخفيض الكلفة بمؤازرة ودعم الموظفين ودعمهم.

3))  الشركات التي تُعنى بالتكنولوجيا، والترويج والإعلان كما بالإضافة إلى إدارة المهرجانات والتسلية. فأبرز ما قامت به هو تطوير وتغيير جذري لنموذج عملها وتغييره جذريًا

(Business Model)

 وإعادة هيكلتها. كما أنّها لجأات إلى التحالف الاإستراتيجي مع شركات أخرى، وتوسيع نطاق أعمالها في أسواق جديدة بالإضافة إلى تطوير الخدمات لديها.

فبرهنت عن مرونة عالية باستيعاب الأزمة وانتقالها إلى وضعية أفضل ممّا كانت عليه سابقًا.

 سامي صدقة

الدكتور سامي صدقة

 جهاد الحكيّم

الخبير الاقتصادي جهاد الحكيّم

تم نشر هذا البحث المعنون

Exploring entrepreneurship resilience capabilities during Armageddon: a qualitative study

في المجلة العلمية العالمية

International Journal of Entrepreneurial Behavior & Research 

التي وهي بين من أبرز خمس مجلات عالمية محكمة في ريادة الأعمال ممّا ساهم برفع اسم لبنان عاليًا، على الرغم من الظروف الحالية وغياب الموارد والإحاطة اللازمة  التي تشكل عائقًا لإنتاج أبحاث بهذه الجودة.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا البحث هو صناعة لبنانية 100%  في المائة حيث أنّ الباحثين هم لبنانيون صرف، كما أنّ هذا العمل تم بالتعاون مع

المدرّب أندريه أبي عوّاد المتخصص بتدريب روّاد أعمال وأصحاب شركات في عدّة بلدان على كيفيّة بدء عملهم التّجاري وتنمية مشاريعهم، بالإضافة إلى زيادة قيمة شركاتهم.

 أسّس عوّاد تجمّع لروّاد الأعمال يحمل اسم "Entreprenergy" الّذي أصبح أحد أكبر تجمّعات روّاد الأعمال العرب.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني