نداء الوطن
في إطار استكمال جولتهم على الكتل النيابية لعرض ورقتهم الرئاسية، حطّ وفد "لبنان القويّ" يترأسه النائب جبران باسيل في عين التينة أمس، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي بحضور نواب من "التنمية والتحرير".
وكان لافتاً ترؤس باسيل للوفد للقاء مع رئيس المجلس، على عكس المحطات الاخرى التي نأى رئيس "التيار الوطني الحر" بنفسه عنها. ومع ذلك، فإنّ للقاء بين بري وباسيل نكهته الخاصة، وقد شهدت علاقتهما صولات وجولات من الخصومة والكباش المعلن الذي لم يُوفّر الجانب الشخصي فيها.
ومع ذلك فقد ساد الانسجام والودّ خلال الجلسة الموسعة، ولم يتردد بري في رمي نهفاته المسيّسة دوماً. كأن يرد على باسيل الذي ذكر أنّ منطقة البترون عجّت خلال الصيف الماضي بزوار جنوبيين وأبدوا اعجابهم بالمنطقة، بالقول: "مع انو ما معن حق".
وبعد اللقاء، قال باسيل: "من جهّة نتفق (مع الرئيس بري) على المرحلة المقبلة والذي هو العهد المقبل وما هي عناوينه الأساسية وأولوياته، ومن جهة ثانية كي نستطيع أن نفتح حواراً بين بعضنا البعض، لأنّه من غير الممكن أن نتفق على إنتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم التوافق، لا الثلثين ولا النصف مع أي مجموعة نيابية فمن الضروري أن نتكلّم مع بعض".
أضاف: "وجدنا لدى برّي كلّ التفهم والإستعداد والإيجابية اللازمة، فالرغبة في التحاور موجودة ليس فقط على المرحلة، إنما أيضاً على الأسماء. لأننا لن ننتخب برنامجاً في الصندوق، إنما أسماء". وعن فتح صفحة جديدة مع برّي، اعتقد باسيل "أن هذا الأمر طبيعي"، سائلاً: كيف "بدنا ننتخب رئيس للجمهورية وما منحكي مع بعضنا؟"، وأشار إلى أنّ "هذا لا يلغي الخلافات السياسية وكل واحد عنده موقفه".
تابع: "في ظل نظامنا، نحن محكومون بالتوافق، إذا لم يكن هناك إجماع إنما توافق حدّ أدنى يؤمن الثلثين والـ 65 صوتاً".
وأردف: "في هذا الوضع الصعب والاستثنائي قدمنا التنازل الاكبر "ولازم الآخر يشدّ على حالو ويحكي مع البقية وان شاء الله منوصل لنتيجة".
وكان وفد من "لبنان القوي" ضمّ النوّاب سامر التوم، سيزار أبي خليل وغسان عطالله، التقى رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو بحضور النائبين هادي أبو الحسن ومروان حمادة.
وبعد اللقاء، شدّد أبو الحسن على أنه "لا يمكن أن يستمرّ لبنان من دون الحوار وأهمية ما بحثنا به هو إتفاق الطائف وتثبيته".
أما النائب أبي خليل فقال: "كان هناك تلاق على بعض النقاط واتفقنا على استكمال النقاش في جلسات لاحقة".
وفي حارة حريك، كانت المحطة الثالثة لـ"لبنان القوي"، إذ التقى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.
عقب اللقاء، قال النائب آلان عون: "كل فريق لديه قناعاته وتصوره لرئيس الجمهورية ولكن المصلحة برئيس توافقي"، مشيراً إلى أن "العنوان الأساسي في هذه المرحلة التوفيق وليس الدخول في معارك وتحديات ولمسنا واقعية في تعاطي "حزب الله" مع الموضوع الرئاسيّ".
وأضاف: "نتعاطى مع الإستحقاق الرئاسي بواقعيّة، ونعمل على دعم المرشحين لتسهيل ونجاح عملية الإنتخاب".
وتابع: "ما من شيء جاهز رئاسياً لجلسة الخميس لأن أي خرق لم يحصل في موضوع الرئاسة ومعروف ما هو سقف مرشّح إحدى الجهّات".
عون: "حزب الله" يتعاطى بواقعية
وفي السياق عينه، أشار النائب آلان عون لـ"نداء الوطن"، إلى أننا "لمسنا واقعية في تعاطي "حزب الله" مع الملف الرئاسي، مردّه إلى توزّع خريطة الكتل النيابية وتحالفاتها، وموازين القوى السياسية الجديدة داخل المجلس النيابي"، مشدّداً على أنه لا "يمكن إنجاز الإستحقاق الدستوري من دون التواصل والحوار بين الكتل النيابية، لأنّ لا أحد منها يملك الأكثرية الكافية لفرض شروطه".
وعن كيفية ترجمة "واقعية الحزب" وانعكاسها على هويّة الرئيس المقبل، يعتقد عون أن "التسوية تفرض عدم وجود شخصية استفزازية أو تشكّل تحدّياً للآخرين"، مؤكّداً أن اللقاءات التي أجراها التكتلّ لم تتطرّق إلى أسماء المرشّحين.
وعن حضور الجلسة الرئاسية المقبلة، قال عون إن "التكتلّ سيصوّت بورقة بيضاء، بانتظار انضاج التسوية".
وردّاً على سؤال بشأن حضور رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" جبران باسيل في لقاء عين التينة، فيما غاب عن لقاءي كليمنصو وحارة حريك، أجاب عون: "الموضوع مرتبط باحترام الرئاسات الثلاث، وبالتالي مكانة الرئيس نبيه برّي كرئيس للمجلس، وليس لها أي دلالات أخرى".