في اليومين الماضيين شهدنا من الشراسة في الحملات ما غاب عن الساحة اللبنانية لسنوات خوالي. حصل الكثير في الاعوام القليلة الماضية. حصل ما هزّ البلد. حصل ما هزّ اساساته. حصل ما عرّض الامن للخطر. ما هدد باندلاع حرب طائفية. ما دفع باتجاه فتنة. حصل ما وصل بالبلد الى المهوار اليوم، من سرقة ونهب وفساد. حصل ما وصل بسيادة البلد الى ما هي عليه اليوم من "سلبطة".

حصل ما نصّب ولّيا اعلى للجمهورية وحاكما بأمر الجمهورية الاسلامية في لبنان. حصل الكثير الكثير ولم نشهد استشراسا في الهجوم من قبل تيار المستقبل ضد اي طرف. حصل 7 ايار.. ولم نشهد استشراسا في الهجوم من قبل التيار الازرق والاطراف التي يقف وراءها. ولكن بيانا واحدا، اصدره نجل الشهيد رفيق الحريري، بهاء الدين الحريري، دفع بمجموعة كبيرة الى تنظيم ما يشبه المعركة. والدافع؟ الدفاع عن سعد بوجه بهاء. في الواقع البيان الشهير لم يسمّي سعد. تحدث عن الفساد والمفسدين ومن استفاد من غطاء حزب الله. ولكن مسلّة التيار الازرق نعرته.

ماذا يعني ما جرى اذا، غير حقد دفين وراء الهجوم؟ لم يقل بهاء الحريري الكثير. وصّف الامور بأسمائها. فإذ قصف عشوائي ينهال عليه وعلى اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي وفي ما سرّب من لقاءات ومجالس داخلية لتيار المستقبل. لم يقد سعد الحريري سابقا مثل هذا الهجوم. لا ضد حزب الله ولا ضد جبران باسيل الذي تحوّل لأحد الدّ اخصامه. قاده ضد شقيقه الذي لم يقل شيئا سوى الحقيقة.