من عهد شمعون الى عهد عون تغيّر موقع شجرة التفاح !!
من عهد شمعون الى عهد عون تغيّر موقع شجرة التفاح !!

أخبار البلد - Monday, October 17, 2022 3:58:00 PM

المصدر: نيوز فوليو

تروى قصة شهيرة عن الرئيس الراحل كميل شمعون، حصلت في خمسينيات القرن الماضي متعلقة بتصريف الإنتاج الزراعي من التفاح.. فبعد كساد أحد مواسم التفاح في لبنان، إستدعى السفير الاميركي في بيروت آنذاك روبرت ماكلنتوك وقال له: سعادة السفير قررنا ان نبيعكم موسم التفاح اللبناني. وكان جواب السفير: ولكن عفوا يا فخامة الرئيس نحن بلد مصدّر للتفاح. ليردّ عليه الرئيس شمعون قائلاً: يمكنكم أخذ التفاح الى الاسطول السادس في المتوسط. وفي ختام الحوار إعتذر ماكلنتوك من شمعون بالقول: عذرا فخامة الرئيس.

ولدى انتهاء المقابلة وقبل ان يخرج السفير الأميركي من الباب قال شمعون لمرافقه: اطلب لي السفير السوفياتي.

حينها استدار ماكلنتوك وعاد قائلا: فخامة الرئيس قررنا ان نشتري التفاح اللبناني.

وكم تشبه اليوم معاناة مزارعي التفاح في لبنان في تصريف إنتاجهم، معاناة كل المزارعين آنذاك، لا بل يمكن القول أنها تتخطاها بأشواط. أزمة المزارع اليوم متشابكة ومتفرعة الأسباب، منها السياسية والأزمة الإقتصادية في لبنان بالإضافة الى عوامل خارجية اخرى. ولا ننسى، تصدّع الدبلوماسية الإقتصادية وشلل الحنكة السياسية من قبل القيّمين على إدارة شؤون البلاد في إيجاد الحلول.

إشتهر لبنان بـ "شجرة التفاح" وكانت منتجاً مطلوباً للأسواق الإستهلاكية في عدة بلدان، كما يبلغ حالياً محصول التفاح حوالى 100 ألف طن سنوياً تقريباً أو أكثر بحسب غزارة الإنتاج"، وفق إبراهيم ترشيشي، رئيس تجمع مزارعي البقاع.

ويتوزّع محصول التفاح في لبنان على الأسواق الداخلية والخارجية، ويشير ترشيشي في حوار مع "نيوزفوليو" الى أن السوق اللبناني يستهلك حوالى 30 الف طن، فيما الكمية المتبقية من الضروري تصديرها الى الخارج، بأي طريقة كانت، و"الا بيروحوا"".

 

الأسواق المستهلكة للتفاح اللبناني

لتصدير هذه الكمية براً أو بحراً يعاني المزارعون من مشقات كثيرة. ويشير ترشيشي الى أن التصدير براً، متاح في المبدأ فقط الى الأردن والعراق وسوريا، ولكي يصل الى سوق الأردن عدة معوقات وصعوبات أهمها الضريبة التي تفرضها السلطات السورية على الشاحنات التي تحمل الإنتاج، و"للأسف هذه الضريبة منذ 5 سنوات لليوم لم نجد حلا لإلغائها

ويلفت ترشيشي الى أن أغلبية التصدير يذهب الى العراق، بالاضافة الى ان هذه السلعة موجودة في سوريا.

أما التصدير عن طريق البحر، فالسوق الأول لبيع الإنتاج اللبناني هو جمهورية مصر العربية، فهي بحسب ترشيشي "تقريباً أمّ الصبي بالتفاح وتستقبل سنوياً أكثر من 50 الى 60 الف طن"، مشيراً الى أن السوق المصري بحد ذاته يعاني من هبوط  في العملة بإستمرار أمام الدولار ، بالإضافة الى ظروف اخرى.

السوق السعودي الذي كان سوقاً مستهلكاً للتفاح اللبناني منذ أكثر من 70 سنة "مقفل أمام المصدّر والمزارع اللبناني، إذ لا يمكن الدخول الى الأراضي السعودية أو الأسواق السعودية، على الرغم من أننا متمسكون بهذه العلاقة وهذه الأسواق"، بحسب ترشيشي.

ويذكّر ترشيشي أنه منذ تأسيس المملكة ولبنان كان المصدّر الأول الى هذه الأسواق الا انها مقفلة علينا، حتى أن خدمة الترانزيت غير متاحة، وممنوع أيضاً الوصول الى الموانىء السعودية، كمحطة لميناء آخر.

ويضيف: "لم نجد حلاً على الرغم من كل الوعود التي تلقيناها".

 

التصدير بحراً مكلف!

إرتفعت كلفة التصدير عبر البحر بشكل مطرد، وذلك بسبب كلفة النقل الداخلي والخارجي، ويشير ترشيشي الى أن "الكلفة أصبحت ضعفي ما كانت عليه في السنة الماضية، أكان من حيث النقل داخل لبنان من المحطة الى الباخرة أو النقل الخارجي الى المكان المقصود للتصدير الى مصر أو أسواق الخليج".

 

إرتفاع الأسعار .. والتنافسية في الخارج

يتراوح اليوم سعر صندوق التفاح بين " 2- 2.5 دولار الى 4- 4.5 دولار للصندوق لأجود الأنواع، وهذا يعتبر من أدنى الأسعار منذ 20 سنة لليوم"، على حد قول ترشيشي.

ويعرض ترشيشي المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المزارع والتي تعتبر مصدر معاناة لهم وأبرزها غلاء الصندوق البلاستيكي المخصص للتوضيب، الكفلة المرتفعة للبرادات التي تخزّن التفاح بعد القطاف.

ويوضح ترشيشي أن "الـ 70 الف طن لا تصدَّر الى الخارج دفعة واحدة او خلال اسبوع أو شهر، إذ تحتاج الى مدة تصل الى ستة أشهر، وذلك لتلبية حاجة السوقين المحلي والخارجي".

ويضيف ترشيشي: "البرادات لا تفتح أبوابها نتيجة إنقطاع الكهرباء وإرتفاع ثمن المازوت. كما تصل كلفة تبريد صندوق التفاح، الى 3 دولارات، فيما ثمنه أقل من ذلك".

ويؤكد ترشيشي أن كلفة أي صندوق تفاح تضاعفت عمّا كانت سابقاً، إذ أن ثمن الصندوق وأجرة النقل وكلفة القطاف والتوضيف لإيصاله الى البراد تبلغ تقريباً 5 دولار قبل الحديث عن ثمن التفاح، مضيفاً: "بالتالي منافستنا في الأسواق الخارجية تدنت، إذ أصبح المُصدّر أقل قدرة على المنافسة في هذه الأسعار، كما أن الرغبة لدى التجار لشراء التفاح تدنت".

 

تطوير الإنتاج وتنوعه

ويؤكد ترشيشي أن مزارع التفاح اللبناني طوّر هذه الزراعة وأدخل أنواعاً جديدة، بحيث استقدمت نصوب جديدة من الخارج وأدخلت أنواع جديدة تزرع في في بلدان العالم. ويضيف: "مع إدخال الأنواع الجديدة من التفاح أضحى موسم التفاح يبدأ تقريباً من شهر حزيران، في منطقة القاع، يليه الإنتاج في سهل البقاع في شهري تموز وآب، ومن ثم في الجبل في شهري أيلول وتشرين الأول.

وعليه، كما أي إنتاج زراعي أو صناعي آخر، لا خطة وتوجه عام في إدارة الإنتاج وتصريفه. وعلى الرغم من سعي المزارعين للتطوير، ما من شيء يتبدّل أو يتغيّر بغياب الرؤيا المستدامة وتفعيل الدبلوماسية الإقتصادية كما تفعل دول كثيرة في تسويق إنتاجها، علماً أن لبنان يحتاج الآن الى أي مردود من الخارج fresh لتتمكن قطاعاته الإنتاجية من الإستمرار.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني