DW
نقلت وكالة الأنباء الإيرانية اليوم الأحد عن القضاء الإيراني قوله إنّ أربعة سجناء لقوا حتفهم وأصيب 61 آخرون بعد اندلاع حريق في سجن إيفين بطهران الليلة الماضية.
وأضافت الوكالة أن السجناء الأربعة لقوا حتفهم نتيجة استنشاق الدخان الناجم عن الحريق وأصيب 61 آخرون من بينهم 51 يتلقون العلاج في مرافق صحية دون الحاجة للبقاء فيها.
ويأتي الحريق الذي لم تعرف أسبابه مع مرور شهر على حركة الاحتجاج في طهران التي اثارتها وفاة الشابة الايرانية جينا مهسا أميني (22 عاما).
واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13 أيلول الماضي في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصا ارتداء الحجاب. وأثار موتها في 16 أيلول بعد ثلاثة أيام على اعتقالها أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ احتجاجات عام 2019 ضد رفع أسعار الوقود.
وهذا السجن الواقع في شمال طهران معروف بإساءة معاملة السجناء السياسيين، كما أنه يضم سجناء أجانب، وقد أفادت تقارير أن المئات ممن اعتقلوا خلال التظاهرات أودعوا فيه.
وقالت مجموعة "حقوق الانسان في إيران" التي يوجد مقرها في أوسلو إن "سجن إيفين في طهران يشتعل ويمكن سماع طلقات نارية بوضوح. حياة كل سجين سياسي او سجين عادي في خطر شديد". وأضافت ان السلطات أغلقت الطرقات المؤدية الى السجن في محاولة واضحة لوقف الاحتجاجات امامه.
وتوجه البعض إلى هناك سيرا فيما سمعت هتافات "الموت للديكتاتور" - أحد الشعارات الرئيسية للحركة الاحتجاجية - في مقاطع فيديو نشرتها قناة التواصل الاجتماعي 1500تصوير.
وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران الذي يتخذ من نيويورك مقرا، "السجناء وبينهم السجناء السياسيون لا يملكون وسائل للدفاع عن أنفسهم داخل ذلك السجن"، معبرا عن قلقه من تعرضهم للقتل.
وقالت مجموعة "حرية التعبير المادة 19" إنها سمعت بتقارير عن قطع اتصالات الهاتف والإنترنت في السجن وانها "قلقة جدا على سلامة سجناء إيفين".
بدوره قال مسؤول أمني كبير كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية "شهد القسم المخصص للبلطجية اضطرابات ونزاعًا بينهم أدى إلى اشتباك مع حراس السجن". وأضاف أن "الوضع الآن تحت السيطرة تمامًا والهدوء مستتب في السجن ورجال الإطفاء يعملون على اطفاء النيران" مشيرا الى انه "تم فصل السجناء الذين تسببوا بالحادث عن السجناء الآخرين".
ويضم سجن إيفين سجناء أجانب بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه والمواطن الأمريكي سياماك نمازي الذي قالت عائلته إنه أعيد إلى إوين هذا الأسبوع بعد فترة إفراج مؤقت.
وفي رد فعل على الحريق، أعربت عائلة نمازي في بيان اطلعت عليه فرانس برس عن "قلقها العميق"، خاصة وأنه لم يحصل أي اتصال معه.
وحضت العائلة السلطات الإيرانية على منحه وسائل "فورية" للاتصال بأسرته وإطلاق سراحه "لأنه من الواضح أنه ليس آمنا في سجن إيفين".
وقالت شقيقة عماد شرقي، وهو مواطن أميركي آخر مسجون في إيفين، إن عائلته "متشنجة وينتابها الخوف"، وذلك في تغريدة على تويتر.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب، محملا "إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين بدون وجه حق والذين يجب إطلاق سراحهم فورا".
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في مدن إيرانية عدة لأول مرة الشهر الماضي على إثر وفاة الإيرانية الكردية جينا مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، بينما كانت محتجزة لدى الشرطة بزعم انتهاكها لقواعد الحجاب. وقُتل 108 أشخاص على الأقل في الاحتجاجات منذ 16 أيلول، وفقا لمنظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو.