فوجئ العديد من مستخدمي "فيسبوك" حول العالم، بمن فيهم مشاهير وصحف أميركية كبرى ومؤسس التطبيق نفسه مارك زوكربيرغ، بفقدان ملايين المتابعين خلال اليومين الماضيين، قبل أن يستعيد البعض متابعيهم في الساعات الأخيرة، فيما ينبأ بقرب انتهاء الأزمة.
وعبر العديد من المستخدمين في دول مختلفة، وبخاصة ممن يملكون قوائم طويلة من المتابعين، عن فقدانهم لأعداد كبيرة من متابعيهم دون معرفتهم السبب، وكان من بينهم المطرب المصري الشعبي "حمو بيكا"، والذي كتب على "إنستغرام": "أنا كان عندي على "فيسبوك" 131 ألف متابع، فتحت "الفيسبوك" لقيتهم 9 آلاف.. كل الناس اللي كانت عندي طاروا".
الأزمة أيضا طالت صحف أميركية كبرى، كـ"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"نيوزويك"، والتي رصدت منصات تحليل عالمية فقدانهم لأعداد كبيرة من متابعيهم. كما فقد المؤسس والرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، أكثر من 119 مليون متابع على حسابه الشخصي، حيث أصبح عدد متابعيه حوالي 9 آلاف فقط.
ولم يعلن فيسبوك، ولا زوكربيرغ، بشكل رسمي، عن أسباب فقدان بعض المستخدمين لمتابعيهم، لكن متحدث باسم شركة "ميتا" قال: "نحن ندرك أن بعض الأشخاص يرون عدد متابعين غير متسقين في ملفاتهم الشخصية على فيسبوك ونعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج".
وعن السر وراء فقدان بعض مستخدمي "فيسبوك" لمتابعيهم، يقول استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، محمد الحارثي، إن السبب يعود إلى "خطأ فني قد يحدث بسبب إضافة بعض التحديثات، والتي قد تتسبب في عطل ببعض الخوارزميات المسؤولة عن الحسابات المتصلة بعضها ببعض".
ويضيف الحارثي، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "تلك الأزمة ليست الأولى من نوعها التي يتعرض لها "فيسبوك"، بل هي أشبه بما تعرض له في العام 2020 نتيجة لخطأ تقني أيضا، حيث تعذر على بعض المستخدمين على مستوي العالم الدخول إلى حساباتهم ليوم كامل".
وكانت "ميتا" قد حذرت، قبل أيام، ما لا يقل عن مليون مستخدم على "فيسبوك"، من أكثر من 400 تطبيق خبيث، يستهدف اختراق حساباتهم لسرقة بياناتهم، ووعدت بإصدار التحديثات للحفاظ على حساباتهم آمنة.
وخلال نيسان الماضي، اتخذ "فيسبوك"، إجراءات ضد 1.4 مليار حساب مشتبه بهم. وفي الأشهر الثلاثة السابقة على ذلك، تم إنهاء 1.6 مليار حساب، اعتبرهم تقرير تطبيق معايير المجتمع بالشركة، وهميين.
وأوضح "فيسبوك"، حينها، على صفحات مركز الشفافية، "هدفنا هو إزالة أكبر عدد ممكن من الحسابات المزيفة على فيسبوك، وتشمل هذه الحسابات التي تم إنشاؤها بقصد ضار لانتهاك سياساتنا".
ورغم استعادة بعض الحسابات لمتابعيها، بعد اختفاء ما يقرب من 900 مليون متابع حول العالم خلال اليومين الماضيين، لا يعتقد استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، محمد الحارثي، أن "يكون ذلك الخطأ التقني آخر الأخطاء التي يقع فيها "فيسبوك"".
ويرجع الحارثي، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، ذلك، إلى "نقاط ضعف كثيرة باتت تقع فيها "فيسبوك" نتاج التحديثات الكثيرة في السنوات الأخيرة".