رضوان الذيب
فتح حادث قبرشمون منذ سنوات جرحا عميقا داخل الطائفة الدرزية ما زال ينزف حتى ألان رغم كل المحاولات التي جرت بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان ووئام وهاب وكبار مشايخ الطائفة الدرزية لختمه، وما زاده تعقيدا توقف كل أنواع الاتصالات بعد الانتخابات النيابية بين القيادات الدرزية الذين كانوا قد توصلوا قبلها الى ورقة للحل تقضي باطلاق ما تبقى من الموقوفين وسحب مذكرات التوقيف بحق المشاركين بأحداث قبرشمون والشويفات واجراء مصالحات في الرملية وبعلشمية والبساتين .
وفي المعلومات، ان مدير عام ألامن العام اللواء عباس أبراهيم دخل على خط المعالجة برغبة من القيادات السياسية والمرجعيات الروحية الكبرى التي زارها اللواء أبراهيم وتحديدا الشيخ ابو يوسف أمين الصايغ في شارون وابو محمد صالح العنداري في العبادية، كما تناول العشاء عند جنبلاط في كليمنصو الاسبوع الماضي كما تواصل مع طلال أرسلان ووئام وهاب بعيدا عن ألاعلام لوضع ما توصلت اليه القيادات الدرزية قبل الانتخابات من أسس للحل موضع التنفيذ وختم ذيول هذا الحادث، وربما وصولا الى أعادة ما أنقطع بين القيادات الدرزية، وسيترك هذا ألانجاز في حال الوصول الى خواتيمه السعيدة ارتياحا شاملا بين كل ابناء الطائفة الدرزية و الجبل عموما وسط رهان كبير على دور اللواء أبراهيم وتحديدا من المرجعيات الروحية التي لها كلمة الفصل ألاولى في شؤون الطائفة الداخلية.
وتذكر مرجعيات درزية، بالدور الذي لعبه اللواء أبراهيم بعد أحداث ٧ أيار المؤلمة وتحديدا في الجبل والشويفات، يوم كان مساعدا لمدير المخابرات في الجيش اللبناني حيث كلف من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بانهاء ذيول ما حصل، ونجح في معالجة كل الجروح بعد أن نزل الى الارض متنقلا بين الضاحية وقرى الجبل، وزار كل المرجعيات الدينية الدرزية ونال بركتها، وجمع قيادات حزب الله والاشتراكي في القماطية وكيفون وبيصور وعالية وعيتات، وعالج الحوادث بين عرمون ودوحتها، ونجح في عقد أجتماعات شعبية ودينية، وانهى ذيول أخطر ملف على البلد كله، حافظا كرامات الجميع، وتوثقت العلاقات بين اللواء أبراهيم والمرجعيات الروحية الدرزية ولم ينقطع التواصل بعدها مطلقا، مصحوبا بعلاقات ودية مع جنبلاط لاتخلوا احيانا من بعض " الزكزكات " وارسلان ووهاب.
هل ينجح اللواء ابراهيم في ختم جروح ملف قبرشمون والشويفات مدعوما من المراجع الروحية ونداء الشيخ أمين الصايغ للتجاوب مع مبادرات المدير العام للامن العام؟
لكن السؤال الاساسي عند اللبنانيين في مختلف طوائفهم؟ هل يفتقد لبنان هذا الدور المحوري التوفيقي في كل المجالات مع اقتراب اللواء أبراهيم من بلوغ السن القانوني في شباط؟ ومن هو القادر على خلافته بعد ان حول الامن العام الى مؤسسة تجاوز دورها البلد الى مصاف المؤسسات العالمية في كل المجالات في مرحلة هي ألاصعب في تاريخ لبنان منذ الاستقلال، وفي موازاة ذلك نجح في الحفاظ على صورة الدولة ومشروعها وتوفير كل ما يحتاجه المواطن من مؤسسات الدولة لتسيير شؤونه الحياتية، وتغلب بعلاقاته على كل العراقيل لجهة البطء المقصود في تحويل الاموال في موضوع جوازات السفر لزيادة معاناة الناس انتظارا في الصفوف من أجل تأليب الرأي العام على الامن العام، وعالج ملف النزوح السوري وتداعياته بكل دقة بعيدا عن الابتزازات والرشاوى ولم تسجل أية عمليات احتيال في هذا المجال، فنال ثناء المجتمع الدولي وثقة الجمعيات المدنية العالمية التي تتعاطى بملف النزوح رغم التباينات في ملفات العودة وأصراره على تأمين عودة عشرات القوافل الى بلادهم و لم يتعرض مواطن سوري لأية مضايقات وتحديدا من كانوا من المعارضين، وتفوق على العقل الامني الصهيوني عبر ضرب أكبر شبكات الموساد واحبط مخططات الارهابيين في عرسال والبقاع والضاحية وبيروت والجنوب وتمكن من الافراج عن راهبات معلولا وحمى صيدا مؤخرا من فتن بغيضة، ونجح في نسج أفضل العلاقات مع كافة اجهزة المخابرات العربية والعالمية وسخرها لخدمة بلده وحافظ على حقوق لبنان الغازية مع المفاوضين اللبنانيين، وكان له الدور الرئيسي والحاسم في أنجاز ملف الترسيم البحري، بعد ان حسم اللقاء الذي عقده في مكتبه في المديرية العامة للامن العام مع هوكستاين هذا الملف، وكان المفاوض الاميركي انتقل فور وصوله الى المطار الى مبنى الامن العام وتم في الاجتماع وضع ألاسس وختم مفاوضات الترسيم، وقد يكشف لاحقا عن اللقاء، والذي" لم يعلم في هذا الامر " فليعلم "، كما ظهر أنه ممسكا بالخط غير المباشر بين الاميركيين وحزب الله في ملف الترسيم وما قبله، هذا بالاضافة الى جهوده من أجل وولادة الحكومة، وأيضا نجح في علاقاته مع العراق وتأمين الفيول العراقي ووضع ألاسس لأتفاقيات الكهرباء بين مصر والاردن وسوريا ولبنان وتواصل مع الجزائر من أجل تفعيل أتفاقية الغاز، وعمل على خط الهبة الايرانية ؤأطلاق الموقوفين اللبنانيين في الكويت والامارات والافراج عن المواطن اللبناني من ال زكا في أيران رغم أتهامه بالتجسس لصالح الاميركيين.
أما عربيا، فنجح في تأمين التواصل المباشر لأول مرة منذ بدء الاحداث السورية بين المخابرات الاميركية والسورية للبحث في ملف بعض الاميركيين المفقودين في سوريا بالاضافة الى عمليات تبادل لاطلاق المخطوفين في سوريا والعراق في ظل علاقاته الامنية، وساهم بتفكيك العديد من الشبكات الارهابية في اوروبا والدول العربية، وهذه الادوار سخرها لخدمة لبنان ومساعدته لتجاوز ما يمر فيه وتخفيف الضغوط عنه.
والسؤال، هل تفتقد الدولة اللبنانية هذه الادوار المجمعة في شخص اللواء أبراهيم مع بلوغه السن القانوني للتقاعد، وكان من الممكن تجاوز ذلك لو وافق المجلس النيابي على رفع سن التقاعد الى سن الـ ٦٨ سنة كما لجأت معظم دول العالم وأخرها فرنسا، لكن الرئيس نبيه بري طلب المزيد من الدرس لتلافي بعض النقاط قبل تحويله الى الجلسة العامة لأقراره.
فمن يخلف اللواء ابراهيم في هذا المنصب؟ وكيف سيعالج الملف اذا دخل لبنان في مرحلة الفراغ وتأخر انتخاب رئيس للجمهورية وعدم قدرة حكومة تصريف الاعمال على تعيين البديل أو أيجاد الية دستورية تجيز للواء ابراهيم الاستمرار في قيادة الامن العام للحاجة القصوى الى دوره عربيا ودوليا حتى أنتخاب رئيس للجمهورية خصوصا ان أي اجراء أيجابي يتعلق باللواء ابراهيم سيحظى بالغطاء الشعبي والسياسي من ٨و ١٤ اذار وكل اللبنانيين بمختلف طوائفهم.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا