كتبت" الراي الكويتية": يوغل الاستحقاق الرئاسي في الغموض وسط تشابُكه مع الغيوم الداكنة التي تقبض على عملية تأليف الحكومة الجديدة التي يُراد أن تضمن «إدارة منظّمة» للشغور الرئاسي الذي سيحل ابتداء من 1 تشرين الثاني ، والتي يصطدم استيلادها بشروط من فريق الرئيس ميشال عون الذي يريد حصة وازنة في حكومة الفراغ «بالوكالة والإنابة» عن عون الذي لا يسلّم «التيار الوطني الحر» بانتهاء عهده إلا حين يُنتخب بديل عنه لا يراه إلا رئيسه جبران باسيل أو مَن «ينقل» له الأخير تمثيلاً مسيحياً، يعتبره خصومه الاسم الحَركي لصفقةٍ متكاملة تجعل باسيل الحاكِم الفعلي في العهد الجديد.
ولم يكن عابراً ما يُروَّج عن أن «التيار الحر» وباسيل بدأ يبحث في الصفقة الرئاسية مع أسماء بعضها يتقاطع مع النواب التغييريين الـ 13 الذين يتمسكون بالتغريد خارج سرب غالبية قوى المعارضة التي مازالت تقف خلف ترشيح النائب ميشال معوّض الذي يسعى لرفْع عدد الأصوات الـ 40 التي ضَمنَها في جلسة الانتخاب الأولى ليُبْقي على أحقية المضي به مرشّحاً حتى إشعار آخر، وإلا سرّع ذلك الانتقال إلى «الخطة ب» الرئاسية للأطراف الوازنة في المعارضة التي لن تكشف كل أوراقها قبل الوقت المناسب.
وفيما بقيت الترجيحات بألّا يتوافر نصاب انعقاد جلسة الانتخاب الرئاسية يوم الخميس مع اتجاهٍ - سيُحسم في الساعات المقبلة المضي به أم لا - لكتلة «التيار الحر» للمقاطعة رداً على تحديد الرئيس نبيه بري الموعد في اليوم نفسه لذكرى 13 تشرين 1990 (إطاحة العماد ميشال عون من قصر بعبدا بعملية عسكرية شارك فيها الجيش السوري وطيرانه الحربي)، فإن أحداً لم يبْدُ قادراً على استشراف ما ستشهده الأيام الـ 21 الأخيرة من عهد عون ما خلا حسْم أن الشغور آتٍ، وأن استيلاد الحكومة الجديدة يحتاج إلى معجزة.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا