تشهد عملية تشكيل الحكومة جموداً رغم المساعي والاتصالات التي تجري، وتصطدم اغلبيتها بالشروط القديمة والجديدة التي يضعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ويتبناها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وقالت مصادر مطلعة على أجواء الرئيس عون لـ«الشرق الأوسط» أن «الموضوع الحكومي معلق الآن ولا جديد فيه»، لافتة إلى أن «كلام الرئيس الجمعة عن أن الأولوية راهناً لانتخاب رئيس جديد له مدلول أيضاً لجهة تراجع الملف الحكومي».
وكان عون خلال لقائه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي قال إن «الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس».
واعتبرت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي أن «كلام عون هذا يؤكد أنه لا نية لتسهيل عملية التشكيل، وأن هناك عدم تجاوب من فريق العهد مع مساعي الرئيس المكلف في مرحلة لا نمتلك فيها رفاهية الأخذ والرد ورفع السقوف السياسية».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الكلام بالملف الحكومي بات مخجلاً لأن الفريق الآخر يأبى التنازل عن شروطه التعجيزية ويريد استباق تشكيل الحكومة بالحصول على تعهدات مسبقة، وهو أمر لن يقبل به الرئيس ميقاتي الذي وافق على إدخال تعديلات على الحكومة الحالية لتحصينها وإن كان مقتنعاً أن الأولوية يجب أن تكون انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وكتبت" الديار": توقفت الاتصالات الحكومية بعد ان اعلن النائب جبران باسيل عن تغيير جوهري في الحكومة، الامر الذي رفضه الرئيس نجيب ميقاتي.
وامام هذا الانسداد، قالت اوساط مطلعة ان الامور تحتاج الى «دفشة « من حزب الله لتعود الاتصالات وربما تشكل حكومة واذا لم يحصل ذلك فالفراغ الحكومي حتمي.
وكتبت" الراي الكويتية": استوقفت أوساطاً سياسية ما فُسِّر على أنه طيٌّ لصفحة الحكومة الجديدة قام به الرئيس عون بكلامه أمام وفد جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي إذ أكد «أن الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس».
وفي حين عَكَس ما يشبه «تبديلَ الأولويات» من فريق عون أن الأفق المسدود حكومياً بات يشي بشبه استحالةِ فكفكةِ التعقيدات خلال الأسبوع الطالع بعدما حاول «التيار الحر» مقايضة ما يعتبره فقدان الميثاقية في النظام ورئاساته الذي سيشكله شغور كرسي الرئاسة الأولى بـ «حصةٍ رئاسية» مُقرِّرة في حكومة الفراغ وبأسماء من «الاحتياط» السياسي - الحزبي، فإن ثمة مَن رأى في موقف عون الذي عاود تصويب البوصلة في اتجاه الاستحقاق الرئاسي منحى لإحالة الجميع في هذا الملف على رئيس التيار جبران باسيل والإطار الذي وضعه لبلوغ توافقٍ شبه مستحيل في الأيام الـ 22 المقبلة، ما يجعل المرحلةَ الآتية و«ألاعيب حافة الهاوية» محفوفةً بوضع البلاد في فم مجهولٍ مفتوحٍ على فوضى... شاملة.