ما زالت فتيات المدارس وطالبات الجامعات عصب "ثورة النساء" التي تهزّ المدن والقرى الإيرانية، مهدّدةً مستقبل نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، فيما بدت نوافير ساحات عامة في طهران أمس أشبه ببرك دماء بعدما صبغ فنان مياهها باللون الأحمر لتُشكّل انعكاساً لحملة القمع الدموية لأجهزة النظام بحق الجيل الشبابي الصاعد الرافض للعبودية والذلّ.
ونشرت قناة "1500 تصوير" التي تُعنى برصد الانتهاكات في الجمهورية الإسلامية، عبر حسابها على "تويتر"، مشاهد نوافير تحوّلت مياهها إلى اللون الأحمر. وتقع النوافير المتداولة مشاهدها في وسط طهران، في "بارك دانشجو" (حديقة الطالب) و"ميدان فاطمي" و"خانه هنرمندان" (بيت الفنانين). ووثّقت تقارير منظمات حقوق الإنسان اعتقال أكثر من 300 ناشط سياسي ومدني وطلابي خلال الاحتجاجات التي تعمّ أرجاء إيران. كما كشف تقرير منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان أنه تمّ اعتقال أكثر من 2000 مواطن كردي. وبحسب التقارير المنشورة، فقد اعتُقل عدد من نشطاء الإنترنت في البلاد.
وفي خضمّ الحراك الشعبي الذي اتخذ منحى فكريّاً وثقافيّاً يمسّ جوهر نظام الملالي، أكدت الناشطة الإيرانية - الأميركية مسيح علي نجاد، التي خطّطت الاستخبارات الإيرانية لاختطافها العام الماضي من الولايات المتحدة وإعادتها إلى إيران، خلال حديث مع وكالة "فرانس برس"، أن الحجاب يُشكّل "أداة قمع" بيد السلطة في طهران، ولكنّه أيضاً "أضعف ركائزها" وقارنته مع "جدار برلين" الذي يُمكن أن يُسقطها.
وقالت مسيح علي نجاد: "بالنسبة لي الحجاب الإلزامي مثل "جدار برلين". إذا أسقطنا هذا الجدار، الجمهورية الإسلامية لن تعود موجودة". وردّاً على من يتّهمها بتأجيج الإسلاموفوبيا، قالت: "من يعيشون في الغرب في ظلّ قوانين علمانية ويقولون لي تؤجّجين الإسلاموفوبيا، أدعوهم للذهاب إلى أفغانستان أو إلى إيران والعيش في ظلّ الشريعة".
توازياً، فرضت كندا عقوبات جديدة على النظام "المجرم" في إيران، ومنعت 10 آلاف مسؤول بينهم عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني من دخول أراضيها "بشكل دائم". وأوضح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنّه إجراء "لم يتم اللجوء إليه سوى في ظروف هي الأخطر ضدّ أنظمة ترتكب جرائم حرب أو إبادات، كما في البوسنة ورواندا"، معتبراً أنّه "يجب تحميل المسؤولية للنظام الإيراني الهمجي الذي ارتكب جرائم قتل وبثّ الرعب". وكرّر كذلك دعمه للإيرانيين الذين يتظاهرون منذ 3 أسابيع.
من ناحيته، أكد المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في طهران بل "تُريد حكومة تحترم الحقوق الأساسية لشعبها"، في وقت تدّعي فيه إيران بأنّ فتيات قتلنَ خلال الاحتجاجات أو لدى اعتقالهنَّ، توفينَ نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة أو من جرّاء الانتحار عبر القفز من أماكن شاهقة. بالتزامن، أبلغت الاستخبارات الإيرانية عائلة الناشط العربي البارز في الأحواز عماد إحيال حيدري وفاته بعد أيام قليلة على اعتقاله ودفنه في مكان مجهول.
وفي كوبنهاغن، أوقف إيراني يحمل سكيناً في السفارة الإيرانية، بحسب ما أعلنت الشرطة الدنماركية، فيما اعتبرت طهران أن الرجل كان يستهدف السفيرة وأن الشرطة كانت بطيئة في تدخّلها. لكنّ شرطة كوبنهاغن أكدت أن أحد موظّفي السفارة اعترضه قبل أن يتمكّن من دخول المبنى.
ونقلت وكالة "إرنا" أنه تمّ استدعاء سفير الدنمارك إلى وزارة الخارجية الإيرانية إثر ما حصل للاحتجاج رسميّاً على "انعدام الأمن" في السفارة، موضحةً أن طهران كانت تتوقع "بشدّة" أن تفي الحكومة الدنماركية بـ"التزاماتها" على صعيد حماية المقار الديبلوماسية.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا