شدّد شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز، الشيخ سامي ابي المنى، على "رفع الصوت في وجه المسؤولين والمجلس النيابي للقيام بواجباتهم حيال الاستحقاقات الداهمة، من رئاسة الجمهورية التي تتطلّب رئيسا جديدا علّه يعيد الثقة والامل الى الوطن، وحكومة يجب ان تتشكل دون اي تأخير لان الشعب لم يعد يحتمل"، داعيا "المسؤولين للقيام بواجباتهم واحترام المهل الدستورية ومشاعر الشعب الذي يعاني".
كلام شيخ العقل جاء خلال زيارة تفقدية قام بها الى بلدة صليما في المتن الاعلى، حيث اقيم له استقبال روحي واجتماعي واهلي جامع في المركز الاجتماعي لعائلة المصري وفي دار آل سعيد، تقدمه المشايخ وآباء وممثل عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي ابو الحسن سليمان بو مغلبيه، ورافقه وفد من المشايخ بينهم رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج وأعضاء المجلس المذهبي المشايخ: محمد غنام، فادي العطار وشاهين القنطار.
وشكر شيخ العقل عائلة المصري وابناء صليما على "حفاوة الاستقبال في صليما العزيزة على قلوبنا والرابضة في المتن الاعلى والجبل الشامخ بصنوبراتها الباسقة، بكرم التين والزيتون فيها، وبالالفة والمحبة والاخوّة والعيش الواحد والمشترك بين عائلاتها، صليما التاريخ والتراث والعزة والكرامة والتقوى والشهادة والصمود والاخوة التوحيدية والوطنية الجامعة التي نعتز بها".
وقال: "ان أزور هذه البلدة الحبيبة العابقة بالعروبة والوطنية، فلكي أؤكد على رسالة نحملها في مشيخة العقل والمجلس المذهبي وطائفة الموحدين الدروز، الرسالة الوطنية والتوحيدية التي لن نبدلها تبديلا في المعاني والمضامين، معاني الاخوّة والثبات والدفاع عن الارض والعرض والكرامة والتشبّث بالوطن الذي لا وطن لنا سواه، الامر الذي يفرض علينا ان نكون اقوياء في نفوسنا ومجتمعاتنا ووطننا، والمسيرة تبدأ من هنا من كل بيت وعائلة ودار لتنطلق الى رحاب المجتمع فالوطن".
وتابع: "ان نكون اقوياء في مجتمعنا الصغير يعني اقوياء في مجتمعنا الاكبر ووطننا، لذلك نقول دائما لبني معروف واخواني الموحدين: كونوا اقوياء بعقيدتكم التوحيدية وايمانكم وقيّمكم المعروفية والمناقب والفضائل ومكارم الاخلاق، اقوياء بتمسككم بالارض وتشبثكم بالوطن ولا ضرر لأي طائفة بان نكون اقوياء لنشارك الآخر بقوة وهو ما نريده لاخواننا في الوطنية ان يكونوا اقوياء بوحدتهم ووطنيتهم وايمانهم فنكون اقوياء معا لوطننا. رسالتنا لم تكن يوما رسالة اعتداء على احد او عدوانية وكراهية، فالتوحيد محبة كما المسيحية ورحمة كما الاسلام واخوّة وسلام وليس خصاما، رسالة نعتز بها ولم يكن في تاريخنا اعتداء وانما دفاع عن الارض والعرض والايمان".
اضاف: "في ايام الحرب الأليمة التي مرّت على الوطن والجبل، وصليما جزء منه، كنا نطلق رسالتنا من المختارة والجبل وكل مكان فنقول: نأتيك من وطن، نأتيك من جبل، هو الفؤاد اذا ما طاب او نزف. . إن صحّ نبضا وعيشا صحّ موطننا، وإن هوينا هوى لبناننا أسفا"... وفي اوج ايام المحنة كنا نقول: "يا اهل لبنان الحبيب تهيّبوا... لبناننا انفاسه تتقطّعُ السلم في الاسلام اروع مطلبٍ ... والحبُّ في الانجيل سر مُبدَعُ عودوا لنحيا بالصفاء أحبةً... فالدين دين الله لا يتوزعُ.
الحقيقة واحدة لا تتغير وما الاديان الا سبل متعددة لغاية اسمى هي الانسان، فاذا كرّمنا الانسان نبلغ الغاية، والدين طريق لا بد منه لتحقيق الانسانية التي تتجلّى بتكاملنا مع بعضنا البعض، لاننا كلنا ابناء آدم نلتقي في الانسانية ومهما تعددت المذاهب والاديان فالحق واحد".
وقال: "نأتي الى صليما لنؤكد رسالتنا في الاخلاق والمحافظة على القيم التي تبقى ضمانة المجتمع، واي مجتمع دون قيم اخلاقية واجتماعية سائر الى انهيار، علينا اذا المحافظة على منظومة القيم لكي نحافظ على مجتمعاتنا، ودعوتنا للتمسك بالارض وما فيها من الخيرات والحفاظ على الوطن الذي يتطلب منا الكثير، بخاصة في مثل هذه الظروف والمحن القاسية كالتي نعيشها اليوم من انهيارات سياسية واقتصادية وفي مختلف مجالات الحياة، ولن يبقى لنا الا ان نكون متعاضدين متماسكين لكي نواجه التحديّات، واننا نرفع الصوت في وجه المسؤولين والمجلس النيابي للقيام بواجباتهم حيال الاستحقاقات الداهمة، من رئاسة الجمهورية التي تتطلب رئيسا جديدا علّه يعيد الثقة والامل الى الوطن، وحكومة يجب ان تتشكل دون اي تأخير لان الشعب لم يعد يحتمل، عليهم القيام بواجباتهم واحترام المهل الدستورية ومشاعر الشعب الذي يعاني. انه نداؤنا من صليما قلعة اللمعيين في ما مضى والوطنيين اليوم دروزا ومسيحيين، والست زهر رحمها الله التي اورثت الاوقاف وحمّلت لجان الوقف الامانة".
واكد ان "الوقف الخاص في صليما وفي اي بلدة او الاوقاف العامة هي امانة علينا الحفاظ عليها واستثمارها، وثمة معضلة اليوم بعدم التمكّن من استثمار الاوقاف التي ان كانت غنية لكن من دون استثمار تصبح فقيرة، ونسعى مع لجنة الاوقاف في المجلس المذهبي لوضع خطة للاستثمار رغم وجود بعض الضوابط القانونية التي تكبّلنا حيال التصرف بالاوقاف لكن ذلك لا يعني ان نبقى جامدين، فما ورثناه من الست زهر ابي اللمع والامير السيد عبدالله التنوخي والشيخ احمد امين الدين وغيرهم من اصحاب الفضل تستحق استثمارها، لإعانة اهلنا والمحتاجين من ابناء الطائفة والوطن".
ثم تسلّم شيخ العقل درعا تقديرية باسم الرابطة ووقف آل المصري، وشجرة صنوبر تذكارية من مشايخ البلدة كإرث من ارث البلدة.