علي ضاحي - الديار
رغم تأكيدات النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقائه السفير السعودي وليد البخاري في كليمنصو اخيراً انه مع رئيس "وفاقي"، وان لا يكون مرشح تحد لأحد، ذهب تكتله النيابي الى التصويت للنائب ميشال معوض في الجلسة النيابية الرئاسية الخميس الماضي، واصطف الى جانب "القوات" و"الكتائب" في معسكر "بقايا 14 آذار".
هذا التصويت "المنحاز" الى فريق من دون آخر، ترى فيه اوساط سياسية بارزة في 8 آذار انه يشكل رسالة لحزب الله وحلفائه و"استفزازاً" له، خصوصاً ان معوض يجاهر بمواقفه المتناقضة والرافضة لسلاح حزب الله، ويفاخر بعلاقته بالاميركيين والسعوديين، وبالتالي يكون جنبلاط صوّت لمرشح "تحد" وليس وفاقياً كما يطالب، وانه اختار مرشحاً طرفاً رغم انه قال انه لن يصوّت الى جانب مرشح "الممانعة"، ولو كان "صديقه" النائب السابق سليمان فرنجية.
وترى الاوساط ان جنبلاط، ورغم انه صوّت في جلسة انتخاب الرئيس نبيه بري الى جانبه، واختار في "معركة" نائب الرئيس ان يصوّت للنائب غسان سكاف وليس للنائب الياس بو صعب، يعيد الكرة بتأكيد تمايزه عن "الثنائي الشيعي" في الانتخابات الرئاسية بتصويته لمعوض.
ووفق الاوساط ، فإن جنبلاط يطمح ان تكون كتلته النيابية "بيضة القبان" في الجلسات الرئاسية المقبلة، وعندما " يجد الجد" بين "معسكري" حزب الله وحلفائه من جهة، و"القوات" و"التغييريين" و"الكتائب" والمستقلين من جهة اخرى، وفي ظل شرذمة الصفوف وتوزع موازين القوى داخل برلمان 2022.
واذا كانت الاوساط السياسية نفسها، ترى في "تمايز" جنبلاط "رسائل سلبية" على استقبال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لكل من النائب السابق طلال ارسلان والوزيرالسابق وئام وهاب، وكذلك اعتراضه على تمثيل "استفزازي" في المقعد الدرزي الثاني والذي يشغله عصام شرف الدين حالياً، فإن عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبد الله يكشف لـ"الديار" ان هموم جنبلاط وطنية وليس مذهبية او طائفية، وهو ينظر الى القضايا الجوهرية والتفاصيل، وبالتالي لن يدخل في التعليق على اي لقاء او مقعد وزاري، لم يتحدث فيه معه احد اصلاً!
ويؤكد عبدالله ان مفاعيل لقاء كلمنصو بين حزب الله و"الاشتراكي" مستمرة، وان الاتصالات متواصلة من دون الخوض في آلياتها او تقنياتها، فالمهم عند جنبلاط هو توسيع المساحات المشتركة مع الحلفاء والخصوم ومع حزب الله وغيره.
ويشير عبد الله الى ان التصويت الى جانب ميشال معوض هو خيار سياسي، وليس تكتيكاً وهو ليس موجهاً ضد احد، واي قرار يتخذه اللقاء الديموقراطي يكون مبنياً على رؤية سياسية وقرار مدروس، ويتم التشاور حوله، وهو قرار ذاتي لا يتعلق لا بالخصوم ولا بالحلفاء.