نواب 8 آذار شاركوا بلقاء دار الفتوى بناءً لقرار
نواب 8 آذار شاركوا بلقاء دار الفتوى بناءً لقرار

أخبار البلد - Tuesday, September 27, 2022 6:00:00 AM

تصوير: نبيل إسماعيل

محمد علوش - الديار

كما كان متوقعاً، لم يخرج البيان الصادر عن لقاء دار الفتوى عن العموميات التي لا يختلف عليها أي من الأفرقاء، نظراً إلى أن المطلوب كان شكل الصورة الجامعة التي تكرّس المرجعية الجديدة في المرحلة الراهنة، على أن يتم إستثمار ذلك من جانب المملكة العربية السعودية، التي دخلت على خط الإستحقاقات المحلية بكل قوتها في المرحلة اللاحقة، وهو ما تأكد من خلال الدعوة التي وجهت إلى النواب من أجل الإجتماع في السفارة السعودية، مباشرة بعد الإنتهاء من لقاء دار الفتوى، واللقاء كان أيضاً رسالة شكلية، لأن المضمون كان عاماً لا يتضمن أي مشروع سياسي مستقبلي.


 
من حيث المبدأ، عملية الإستثمار هذه من الممكن أن تنجح فيما لو بقيت في الإطار العام، لكن من الناحية العملية لن تتأخر مساعي الذهاب إلى التفاصيل التي ستقود إلى بروز الخلافات، فالجميع يدرك أن النواب السنّة الحاليين لا ينتمون إلى كتلة نيابية واحدة، بل هم موزعون على مجموعة من الكتل المتباعدة، وبعضهم يعتبر من صلب قوى الثامن من آذار، وهؤلاء ليسوا في وارد الدخول في أي حلف معادي لهذا الفريق، بينما بعضهم الآخر يعتبر من أركان كتلة «المستقبل» السابقة، وهؤلاء أيضاً لن يساهموا بأي مشروع يتضمن إنهاء «الحريرية السياسية»، في حين أن التلاقي بين النواب «المستقلين» و»التغييريين» ليس بالأمر السهل على الإطلاق.

على الرغم من ذلك، لم يكن من السهل على بعض النواب، خصوصاً الذين ينتمون إلى قوى الثامن من آذار مقاطعة هذا اللقاء، نظراً إلى أن ذلك سيسهّل من مهمة التحريض عليهم داخل بيئتهم الشعبية، على قاعدة أنهم يرفضون دعوة مفتي الجمهورية للإجتماع، والمفتي هو أعلى مرجعية سنية في لبنان، وبالتالي كان من الأفضل لهم الذهاب إلى المشاركة والتعبير عن وجهة نظرهم في الداخل، لكن من حيث المبدأ الأمور ستبقى متوقفة على تلك الصورة الجامعة، بينما المواقف العملية مكانها الكتل النيابية، حيث سيعود كل نائب إلى التعبير عن موقفه داخل الكتلة التي ينتمي إليها.

وبحسب المعلومات كان المطلوب من النواب السنّة في فريق 8 آذار المشاركة في اللقاء في دار الفتوى، وفي دارة السفير السعودي، علماً أن أحدهم كان قد قال سابقاً في جلسات خاصة أنه لا يُشارك في «مثل هذه اللقاءات» لكنه عاد وشارك بها، في إشارة واضحة الى أن النية كانت المشاركة.

وتُشير المعلومات الى أن حزب الله على سبيل المثال كان بإمكانه الطلب من نواب كتلته من السنّة عدم المشاركة، إنما هو لا يريد مشكلة في الشارع السني، خاصة في ظل الفراغ الذي تعاني منه الساحة السنية وغياب المرجعية القادرة على لمّ أي خلاف يقع، ومن هنا كانت مشاركة أحزاب 8 آذار في اللقاءين.

إذا من حيث الشكل نجحت دار الفتوى في جمع النواب السنّة، لكن من حيث المضمون لا يمكن الحديث عن جبهة سنية موحدة، خاصة إذا ما كانت أهدافها «تحدّي» اطراف داخلية، حيث لا يمكن التقاء النواب سوى على فكرة واحدة: حماية اتفاق الطائف. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني