عكّار بين كابوس الفقر وكابوس الهجرة
عكّار بين كابوس الفقر وكابوس الهجرة

أخبار البلد - Tuesday, September 27, 2022 6:00:00 AM

جهاد نافع - الديار

 اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوبفي بلدة القرقف مأساة، أب فقد عائلته الزوجة والاولاد، باع كل ما يملك كي يهاجر عله يضمن مستقبل اولاده...


 
في ببنين، كما في مخيم نهر البارد، ومن وادي الجاموس قصص موجعة تروي حكايا الهجرة غير الشرعية، من عاد وُلد من جديد، ومن غادر بات شهيد لقمة العيش...

كثيرون في عكار يحلمون بالهجرة، ويرسمون خارطة طريق لاحلامهم ما دامت اوضاع البلاد تزداد تدهورا وانحدارا، خاصة في عكار المنطقة التي يعيش اهلها بين مطرقة الفقر وسندان البطالة والجوع...

لا مرجعية فاعلة او وازنة في عكار، وليس نوابها الا نموذجا لإقطاع يتحكم بالبشر، اهتماماتهم لا تتجاوز المحاسيب والازلام والمقربين منهم، وبعضهم يبوح في سره انه سدد ثمن كرسي نيابته ثروة من دولاراته المتراكمة من اعمال لا يعلمها الا الله ، حسب قول احد النشطاء الاجتماعيين في عكار.

منذ أشهر تفتقد عكار  الكهرباء، والناس تحت هيمنة مافيات المولدات... وقرى عديدة افتقدت حتى المولدات، لان اهاليها لا يملكون الدولار فعادت بهم الحياة الى اربعينيات القرن الماضي يسهرون على الشموع، لانه حتى قنديل الكاز بات مفقودا...

وعكار العائمة فوق الينابيع والانهر عطشى، يشترون صهاريج الماء بما لا يقل عن المليون ونصف المليون ليرة...

ومنذ ايام بدأت تظهر الى العلن أزمة الطحين بعد خفض كميات الافران، وبدأت ملامح ازمة رغيف تلوح في الافق، وفي الاساس كم من عائلات تستدين لشراء ربطة الخبز.

وللدواء روايات يرويها مرضى لا يجدون الدواء ولا البديل، واذا وجد فبسعر ضعفي ثمنه الحقيقي واكثر...

كل ذلك، والنواب صامتون او عاجزون عن الفعل، وبعضهم بالكاد يلامس آلام الناس، يعبرون طرقات عكار المحفرة والاسوأ بين طرقات لبنان، بسيارات «مفيّمة»، حديثة وكأنهم غير معنيين بمنطقتهم، ما داموا دفعوا مسبقا ثمن نيابتهم...

الشاطئ العكاري بحد ذاته شكل المنصة الاولى لانطلاق قوارب الهجرة غير الشرعية من العريضة والشيخ زناد والعبدة، والمنية... المهربون يسددون رشى بدل ما يطلقون عليه وصف «المطب» اي منصة الانطلاق، ووصف تأمين «السكة» لمغادرة المياه الاقليمية بعيدا عن الملاحقات...

وكثيرون وقعوا بافخاخ المهربين، من الراغبين بالهروب من جحيم الفقر والحرمان والاهمال، فعكار اكثر المناطق حرمانا، وليس فيها من يعمل لاحتواء او احتضان الشباب والعائلات... وكل نائب من نواب عكار لو شاء لاسس معامل او شركات يستوعب فيها مئات الشباب...ولكفاهم شر العوز وشر الهجرة. هذا ما يبديه العديد من النشطاء الاجتماعيين العكاريين، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟...

ويختم هؤلاء النشطاء دردشاتهم بدعوة النواب الاثرياء الى توفير الطاقة الكهربائية والماء للناس، والى ممارسة دورهم لانتزاع حقوق عكار، وإلا فليستقيلوا طالما هم عاجزون عن تأمين الحد الادنى لمقومات الحياة اللائقة لابناء عكار... 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني