ابتسام شديد - الديار
التفاؤل بتأليف الحكومة لا يزال نافذ المفعول وكل المؤشرات تدل على ان قطار التأليف يسير بانتظام لتشكيل حكومة بصيغة معدلة عن الحكومة الحالية بتسهيل واضح وموافقة مبدئية من جميع الأطراف السياسية تغليبا للمصلحة الوطنية.
القناعة الأكيدة لدى العهد وفريقه السياسي بأن الشغور الرئاسي صار حتميا، وبالتالي يجب استباق الدخول في مرحلة الفراغ خصوصا ان حكومة غير مطابقة للمواصفات لا يمكنها تسلم مهام وصلاحيات رئاسة الجمهورية.
إيجابية العهد في التعاطي مع الاستحقاق الحكومي تعود الى رغبة منه بتعويم الحكومة الحالية في ظل عدم الإتفاق الواضح والاختلاف حول المرشح الرئاسي.
اعادة تعويم الحكومة سلك مساره بالاتفاق على تغيير وزير المهجرين عصام شرف الدين ومن الواضح ان جميع القوى المعنية بالاستحقاق الحكومي قدمت تراجعات ونزل الجميع عن شجرة التأليف والسقوف العالية خوفا من الفراغ والدخول في مرحلة أمنية خطيرة وانزلاق البلاد نحو الانهيار التام.
مع ذلك فإن تسريع التأليف وقبول الفريق الرئاسي استدعى حصول ضمانات سياسية للعهد وفريقه السياسي في ما خص المرحلة السياسية التي ستلي خروج رئيس الجمهورية من بعبدا حيث يحكى ان التيار الوطني الحر طالب الرئيس المكلف بمجموعة شروط ليتم الإلتزام بها في فترة الشغور الرئاسي تتعلق بالكهرباء وأزمة النازحين السوريين مع قناعة يدركها الجميع بمن فيهم الفريق الرئاسي ان حزب الله بعد ٣١ تشرين سيبقى ملتزما سياسيا مع الرئيس ميشال عون وتياره وانه لن يوافق على رئيس جديد للجمهورية لا يحظى بثقة ورضى بعبدا والتيار الوطني الحر.
الهواجس الأمنية والخوف من ان يتحمل التيار ورئيس الجمهورية وزر الفوضى المقبلة على البلاد جعلت الرئاسة تعيد حساباتها فمشهد الرئاسة اليوم لا يشبه رئاسة الـ١٩٩٠ والرئيس ميشال عون الخارج من ثلاثة أعوام من الولاية الرئاسية المصاحبة للانهيار لا يشبه الجنرال المتمرد نفسه ولو كان لرئيس الجمهورية أكبر تكتل نيابي في البرلمان وقد أتى مشهد اقتحام المصارف ليطلق إنذارا مخيفا من احتمال ان تتطور الأمور نحو السلبية مع احتمال ان تدخل اقتحامات المصارف مسارا أصعب وان يعمم مستقبلا ليشمل القطاعات العامة والإدارات كمقدمة لمشروع الفوضى.
فالمرونة التي صدرت من بعبدا مردها الى تحذيرات عديدة وصلت الى هذا الفريق من اتجاه الأمور نحو الفوضى الأمنية مما يجعل نهاية الولاية الرئاسية وخروج الرئيس عون من بعبدا في ٣١ تشرين الأول مربكا للتيار وفريقه مما اقتضى سير التيار وفريقه بالملف الحكومي مما سينأى بالتيار وفريقه في المستقبل عن تداعيات الانهيار والفوضى.