فادي عيد - الديار
تساءلت أكثر من جهة متابعة ومراقبة لما يجري في لبنان من تحوّلات ومتغيّرات ربطاً بأوضاع المنطقة وخطورتها، عن اللقاء الذي حصل منذ حوالى الأسبوعين في بيروت لكوادر حركة «فتح» وأمناء عامين في هذه الحركة، والذي يُعتبر الأبرز لناحية المشاركة من الأمناء العامين، إضافة إلى قيادات فلسطينية جاءت من رام الله إلى لبنان، خصوصاً وأن هذا اللقاء الذي انعقد في السفارة الفلسطينية في بيروت، يأتي على خلفية التداول بملف الإنتخابات الرئاسية الفلسطينية، وتحضيراً لمؤتمر عام، إلى شؤون منظمة التحرير وحركة «فتح» في داخل فلسطين وخارجها.
أما السؤال الأبرز، فيتمثّل بما قيل وأشيع بأن المؤتمر العام قد ينعقد في بيروت، وحيث لا تستبعد بعض الجهات الفلسطينية الفاعلة بانعقاده في العاصمة اللبنانية، فيما تتكتّم قوى أخرى ربما لأسباب أمنية، أو لأن القرار الحاسم لم يُتّخذ بعد في هذه المسألة نظراً لدقته وأهميته، بحسب أوساط فلسطينية متابعة.
أما لماذا اختيرت بيروت للقاء الذي انعقد مؤخراً في السفارة الفسطينية، فإن الأوساط تضع ذلك في خانة قرب المسافة الحدودية بين فلسطين والأردن إلى بيروت، حيث وصلتها قيادات فتحاوية وأمناء عامين من معظم دول العالم، أي أن الاسباب لوجستية وأمنية تتمحور حول التسهيلات والظروف الملائمة لعقد المؤتمر المذكور، إنما ذلك لا يعني عودةً إلى الماضي من خلال ما جرى في حقبات معينة من تناحر بين السلطة اللبنانية ومنظمة التحرير وارتكابات وما سوى ذلك، وهذا وفق الأوساط بات من الماضي، ولا سيما أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، تواكب وتتابع الوضع في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ولا تقبل أي مسّ بأمن واستقرار لبنان، أو الإساءة لدولته وشعبه.
وبالتالي، عُلم أن تنسيقاً سياسياً وأمنياً جرى مع السلطات اللبنانية السياسية والأمنية بعيداً عن الأضواء والإعلام، ولهذه الغاية لم يتلمّس أي طرف في لبنان أن مؤتمراً عقد في هذا الحجم في بيروت، وعطفاً على ما حصل من خلال هذا التواصل والتنسيق، فإن الأمور جارية على قدم وساق للتحضير للمؤتمر العام الذي لا زال مكان انعقاده يكتنفه الغموض، في حين يقول أحد القياديين الفلسطينين بأنه سينعقد في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس، من أجل أن يُنتخب الرئيس الفلسطيني الجديد. ومن هنا، يؤكد القيادي المذكور أنه سيعاد، ووفق المعطيات الراهنة انتخاب «أبو مازن» لولاية رئاسية جديدة، مع أنه يتم التداول ببعض الأسماء، ومنها قيادي من آل الشيخ، وصولاً إلى أن البعض يرشِّح شقيق الرئيس الراحل ياسر عرفات «أبو عمار».
ويبقى أن المخاوف لدى البعض في الداخل اللبناني، تبقى قائمة من هذا الإستحقاق الفلسطيني، ولا سيّما في حال تمّ التوافق على انعقاده في بيروت، بمعنى إمكانية توتير المخيمات التي تضجّ بالفصائل الفلسطينية المتعدّدة الإنتماءات والأيديولوجيات، خصوصاً أنه استحقاق مفصلي، ويأتي بعد تنامي دور بعض التنظيمات على حساب حركة «فتح» كـ «الجهاد الفلسطيني» وحركة «حماس»، وإن كان هناك توافق على عدم العودة إلى الصراع العسكري بين هذه التنظيمات، ولكن الساحة اللبنانية تبقى لها خصوصيتها وظروفها، وتحديداً في هذه المرحلة التي تمرّ بها من انقسامات سياسية وانهيار إقتصادي. لذا، ثمة ترقّب لما ستؤول إليه التطورات على صعيد الإستحقاقات الفلسطينية، ومدى انعكاسها على المخيمات في كل لبنان، وتحديداً مخيم عين الحلوة، وعلى الساحة المحلية بشكل عام.