بدأ شدّ الحبال بين كل الافرقاء السياسيين مع دخول لبنان مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية والاجواء بدأت تسيطر على لبنان من كل النواحي الاقليمية والدولية وذلك من خلال الجولة التي بدأها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري للرؤساء الأحزاب والذي انتهى بالبيان الثلاثي (الأميركي – الفرنسي – السعودي) الذي اصدر امس في نيويورك. أما تشكيل الحكومة فشبه جاهز بحسب المعطيات الاخيرة وتنتظر عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الخارج.
وفي سياق الحديث أكد السياسي والاعلامي علي حماده في حديث لـvdlnews، أن "جولة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري هي للاطلاع على مواقف مختلف القوى السياسية اللبنانية التي هي على صلة جيده وممتازة مع المملكة العربية السعودية"، مشيراً إلى ان "مقدمة البيان الثلاثي (أميركي، سعودي، فرنسي) الذي صدر امس والمتعلق بالاستحقاق الرئاسي شدد اولاً على التمسك باتفاق الطائف وهذا يشكل مؤشرا اساسيا وجوهريا بالنسبة للموقف السعودي من لبنان".
وأضاف: " البيان شدّد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون وهذه أولوية الأولويات بمعنى او بآخر ان الاستحقاق الرئاسي هو اهم من الاستحقاق الحكومي ولا يجوز ان يكون الاستحقاق الحكومي على حساب الاستحقاق الرئاسي او نوعاً من الإقرار او التسليم بفراغ رئاسي".
وتابع: "المواصفات الرئاسية التي تضمنها هذا البيان هي بشكل عام مواصفات شخصية قادرة على جمع اللبنانيين وعلى العمل مع المجتمع الدولي في اطار برنامج انقاذ لبنان من الازمة".
وأضاف: "هذه المواصفات يجول السفير السعودي وليد البخاري حاملا إياها منذ ما قبل صدور البيان لكنه في الوقت عينه لا يريد أن يتدخل بمعنى ان يحاول تركيب تحالفات على صلة بالانتخابات الرئاسية"، مردفا: "الموقف السعودي واضح لناحية القول ان على اللبنانيين ان يتحمّلوا مسؤولياتهم في السياسة وغير السياسة".
هل تعني هذه المبادرة ان السعودية عادت بقوة الى الشأن اللبناني؟
ورأى حماده ان "السعودية من ناحية العمق لم تخرج من لبنان، لكنها خفّضت من منسوب التواصل الى حدّ ما في السنوات القليلة الماضية ونظراً للوضع، ولأنّها رأت ان هناك الكثير من الأمور السلبية التي تحصل في لبنان وتؤثر على محيط لبنان سلبياً، بمعنى دور حزب الله خارج الحدود".
وتابع: "هناك موقف سعودي واضح من تدخل حزب الله في شؤون الدول العربية وحزب الله كأداة إيرانية في هذا الشأن ومسؤولية الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية في ضبط مسألة حزب الله باعتباره تنظيماً مقيماً على الأراضي اللبنانية".
وأردف: "هناك نقطة ثانية تجلت في البيان الفرنسي السعودي في شهر 12 نهاية 2021 الذي كان واضحاً في ما يتعلق في موضوع حزب الله ودوره السلبي في المنطقة ومسؤوليات لبنان الرسمي تجاه هذا الامر".
ما دقّة الحديث عن تبنّي السعودية لجوزيف عون وعن رفضها لسليمان فرنجية مقابل أختيارها هي رئيس الحكومة؟
أكد حماده انه "لا نستطيع ان نتحدث باسم السعودية لكن ما نستطيع ان نفهمه من البيان الثلاثي ومن الموقف السعودي بشكل عام ان أي مرشح لحزب الله مرفوض، والنائب السابق فرنجية هو مرشح حزب الله اولاً واذا وصل فرنجية الى رئاسة الجمهورية سيكون التعامل معه مثل التعامل مع الرئيس عون".
وتابع: "مرشح حزب الله هو مرشح العزلة وعزلة لبنان العربية والدولية وسليمان فرنجية يختلف عن الرئيس عون وهذا الامر يجب ان نسلم به وان نعترف به وفرنجية لديه علاقات افضل من غيره مع القوى السياسية، والسفارات في لبنان تزوره ولكن في النتيجة هو مرشح حزب الله مثله مثل جبران باسيل وبتالي هذا المرشح لو كان أفضل من باسيل بنظر الآخرين سوف يتعرض لعزلة عربية وعزلة دولية وبالتالي لا يستطيع أن ينجح بمسعى انقاذ لبنان".
وأضاف: "الموقف الفرنسي واضح منذ زمن والموقف السعودي اصبح اكثر وضوحا مع البيان الثلاثي الذي صدر امس (الأميركي، السعودي، الفرنسي) وهو ان الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية والاولوية ليست لتشكيل حكومة".
واعتبر حماده أن "حزب الله يريد حكومة لأن حساباته هي حسابات الفراغ الرئاسي بانتظار ان يستطيع فرض مرشح من فريقه، هذا الامر ليس بحسابات السعودية وليس بحسابات حتى الفرنسيين. والفرنسيون يتعاملون مع حزب الله ويريدون نوعاً من التسوية المعقولة المنطقية لكن الفرنسيين ليست لديهم القدرة على تغطية رئيس يأتي من تحت جناح حزب الله".
وقال: "الحزب يتحضّر لمرحلة الفراغ الرئاسي عبر حكومة برئاسة نجيب ميقاتي تحظى بتغطية فرنسية معقولة وبتغطية سنية معقولة عبر ميقاتي وبتغطية درزية عبر وليد جنبلاط وبقبول من الرئيس ميشال عون الذي لا يزال يحتفظ بتوقيع رئاسة الجمهورية لاصدار المراسيم".
واشار الى أن "الحكومة بالحسابات الأميركية - الفرنسية - السعودية الحكومة تبقى أولوية بعد أولوية انتخابات الرئيس".
أما عن اجتماع دار الفتوى نهار السبت، فقال حماده: "سوف يضم افرقاء متعددين ودار الفتوى تريد من خلاله لمّ الشمل السني لكنها لن تدخل في لعبة ترشيح شخصية لرئاسة الجمهورية لانها ليست مهمة الاجتماع". واشار الى ان "الاجتماع يأتي بعدما بدت علامات التشتت واضحة على الموقف السني بعد خروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من الحلبة السياسية ".
اذا بين البيان الثلاثي ولمّ الشمل السني والجولة السعودية في الداخل، هل تشهد البلاد أي تطور في سياق الانتخابات الرئاسية؟ الجواب ينتظر تطورات الأيام المقبلة.