في حفل شعبي وحضور إعلامي كثيف، افتتح صاحب مبادرة استعادة الأموال المنهوبة عمر حرفوش مدرسة كروم عرب في عكار وذلك مع تقدم أعمال ترميمها بتمويل من حرفوش ودعم من رئيس بلدية بيزييه الفرنسية ومؤسس جمعية صحافيين بلا حدود، روبير مينار.
مينار افتتح الحفل بكلمة قال فيها: أشكركم على استضافتي في لبنان وأنا سعيد جدًا خاصة أنني لم أزر البلد منذ 15 سنة". وعبّر عن امتنانه لهذه الخطوة معتبرًا أنّ افتتاح المدرسة يثبت أنّ الصداقة قادرة على خلق المعجزات.
وتحدث رئيس بلدية بيزييه عن العلاقة الوطيدة التي تجمعه بحرفوش منذ 20 سنة مشددًا على أنّ صاحب مبادرة استعادة الأموال المنهوبة كان المساعد الأول والدائم له في كلّ مرّة يحتاج فيها أي صحافي في العالم للمساعدة.
وألقى الضوء على تفصيل هام في عملية الترميم، إذ كشف مينار عن أنّ علاقة عائلة حرفوش مع مدرسة كروم عرب عائلية مشددًا على أهمية العائلة عمومًا ولافتًا إلى أنّ والد حرفوش هو أول من بادر لتأسيس المدرسة الأولى فيما يكمل حرفوش الإبن اليوم ما فعله الأب سابقًا. وأضاف: أنا سعيد جدًا لوجودي هنا ولذلك الكثير من الأسباب أهمها الأطفال خاصة أنّ مستقبلنا هو مستقبلهم. وتحدث عن أهمية محاربة الجهل سيما وأنّ التطرف بات يطرق أبواب كلّ مناطق العالم. وقال: نحن بحاجة للكثير من المدارس حتى يعيش الجميع بسلام لذلك مشروع مساعدة المدرسة لاقى إجماعًا في مجلس بلدية مدينتي.
ولم يتحدث مينار عن كروم عرب ومدرستها فقط، بل عن فرنسا أيضًا. حيث أشار إلى أنّ فرنسا تواجه مشكلة المهاجرين وبقاء هؤلاء في بلادهم رهن تشييد مدارس لهم في موطنهم واصفًا هذه الخطوة بمفتاح الحلّ.
ومن جهته، شكر حرفوش جميع من حضر معلنًا عن بداية صفحة جديدة مع لبنان وبرفقة فريق عمل وأصدقاء جدد واصفًا افتتاح المدرسة بأفضل ما يمكنه القيام به.
بداية، عبّر حرفوش عن افتخاره بالصداقة التي تجمعه مع مينار وبمساعدته لجمعية صحافيين بلا حدود قبل أن يغوص في تفاصيل اهتمام عائلته بالتعليم بشكل عام وبإيصال العلم إلى كروم عرب بشكل خاص.
وفي التفاصيل، قال حرفوش: والدي كان يعمل في راديو وقد اعتقل بسبب أفكاره وبعد الإفراج عنه في سوريا حصل على مبلغ 5 آلاف دولار كتعويض واستخدمه كله لشراء المواد الأولية مؤسسًا بذلك المدرسة الأولى في كروم عرب مشيرًا إلى أنّ عائلته كلها من المربين والمدرسين لذلك يهتمون بالتعليم". وشدد حرفوش على أنّ أهمية المدرسة تكمن في أنّ كروم عرب محرومة من كلّ ركائز الحياة والتفاصيل البديهية ولذلك طلب المساعدة من روبير مينار. وأضاف: من خلال هذا المشروع اكتشفت أنّ في لبنان بإمكاننا القيام بمبادرات من دون فساد وذلك لأول مرّة بعدما عانيت لفترة طويلة في طرابلس من الفساد والصفقات.
ولم تمرّ هذه المناسبة من دون الغوص في التفاصيل السياسية وآخر المستجدات، حيث تحدث حرفوش عن مشروعه "الجمهورية اللّبنانية الثالثة" قائلًا إنّ الجميع بات مقتنعًا أننا وصلنا إلى طريق مسدود في لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والأخلاقي. وشدد على أنّ الحياة معدومة وأدنى مقوماتها غير متوفرة وحتى من يريدون السفر يعجزون عن ذلك رغم أنّ ليس هناك أي دولة في العالم لا تعطي أبناءها جواز سفر.
وإذ أكد أنّ أسباب الانهيار الاقتصادي معروفة وتسبب بها المجرمون الذين حكموا الدولة، طرح أيضًا حلًا للأزمة عبر برنامج سياسي يتم اختيار المسؤولين فيه حسب الكفاءة للخروج من هذا النفق المظلم.
وكان للاستحقاق الرئاسي الحصة الأبرز من الحديث، حيث لفت حرفوش إلى أنّ الطروحات الحالية تفرض رئيسًا من كلّ طرف والواقع أنّ وصول أي رئيس مِن من تقترحه المنظومة سيؤدي إلى المزيد من الدمار ولذلك أقترح انتخاب رئيس جمهورية مباشرة من الشعب وهو الفعل الديموقراطي الوحيد ومن خلاله لا يمكن لأي دولة في العالم أن تقول إنّ هذا الرئيس أو ذاك قد فرض بالقوة.
وأكد حرفوش أنّ ما يقوله قابل للتحقيق ويمكن لمجلس النواب أن يجتمع ليقرّ هذا القانون وبعدها يترشح من يريد أن يترشح ويفوز من لديه الأكثرية في النهاية. وأعلن استعداده لشرح تفاصيل مشروع الجمهورية الثالثة لكل من يرغب متمنيًا افتتاح المزيد من المدارس على اعتبار أنّ خلاص لبنان سيكون بأجيال متعلمة ولها قراراتها المستقلة.
وأجاب صاحب مبادرة استعادة الأموال المنهوبة على أسئلة الصحافيين عن استعداده لتولي مهمة تشكيل حكومة جديدة مع الإشارة إلى أنّ الحدث حصل بالتزامن مع اجتماع عقد بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي السياق، ردّ حرفوش لافتًا إلى أنّ موضوع الحديث بين ميقاتي وماكرون يدور حوله وقال: "إذا في شي عم ينحكى بينهم فهو أكيد ميقاتي عم يسأل ماكرون إذا عنده ملف ضدّي ليخلص مني".
وأشار إلى أنّ الدعايات المنتشرة على الطرقات تحمل مبادئ الجمهورية الثالثة معتبرًا أنّ أمام اللّبنانيين فرصة لتأسيس هذه الجمهورية خاصة أنّ أكثر من سياسي قد تحدث عن أهمية انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وأن يحظى بالأكثرية. وأعلن حرفوش استعداده القبول بتشكيل حكومة جديدة واضعًا شروطه. وقال: هدفي هو تغيير النظام الانتخابي لتأسيس الجمهورية الثالثة وأنا لدي الكثير من العلاقات الخارجية لكنني من المستحيل أن أقبل بأن يدعمني الخارج للوصول إلى مجلس الوزراء لأنني أرفض أن أكون مأمورًا وأريد أنّ أصل بطريقة شرعية وديموقراطية ولا أريد بقاء الأشخاص الذين سببوا هذه الأزمة بالحكم.