علي ضاحي - الديار
إذا صحت التوقعات والتمنيات والترجيحات، سيكون هناك حكومة جديدة للبنان خلال بضعة ايام على الاقل، او 10 ايام على الاكثر، ولو كانت شبيهة بالحكومة المستقيلة الحالية مع تعديلات طفيفة. ولكن حل مشكلة الحكومة لا يعني حل كل مشكلات البلد والتي تتفاقم وتتناسل مع غياب اي اجندة او روزنامة حلول لدى السلطة وحتى القوى السياسية الموالية والمعارضة.
وفي مقلب حزب الله وحلفائه، التشاور والتواصل يتم يومياً من خلال اجتماعات حزبية او نشاطات تضامنية، وحتى لقاءات لها طابع لبناني او فلسطيني، وعلى هامشها يلتقي ممثلو حزب الله والثنائي الشيعي بباقي المكونات الحزبية اللبنانية والفلسطينية. وعلى المستوى الحكومي والنيابي يلتقي ممثلو حزب الله كلّ ضمن مهامه النيابية والوزارية بمختلف القوى السياسية والحليفة والصديقة. ومروحة التشاور التي يقوم بها حزب الله يومياً ودورياً مع الحلفاء والاصدقاء لها طعم، وللقاءات امينه العام السيد حسن نصرالله «طعم مختلف»، وفق ما تؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله.
وفي حين طغى لقاء السيد نصرالله بالنائب السابق طلال ارسلان ووفد حزبي مرافق، في اليومين الماضيين، على الاجواء الحزبية والسياسية المحيطة بالمقاومة، تكشف الاوساط ان لقاءات السيد نصرالله وتوقيتها وبرمجتها مرتبط حصراً بظروفه الامنية، ووفق تقديره الخاص وظروفه السانحة يحدد توقيت هذا الموعد عن ذاك.
وتؤكد الاوساط ان اللقاء مع ارسلان كان مطالعة لمرحلة ما قبل الانتخابات ، خصوصاً انه مر وقت طويل قبل آخر لقاء بين الرجلين، كما كان مطالعة للمرحلة المقبلة. وتؤكد ان اللقاء تأكيد على تماسك العلاقة بين الطرفين، وثبات ارسلان الى جانب المقاومة وسوريا وايران وتمسكه بالثوابت.وتنفي الاوساط علاقة اللقاء بأي اعتبارات درزية، فلقاء كليمنصو غير مرتبط بلقاء نصرالله- ارسلان. واذا التقى حزب الله بالنائب السابق جنبلاط، فمن الطبيعي ان يلتقي الحلفاء والاصدقاء وارسلان في طليعتهم.
وفي ملف الانتخابات، تؤكد الاوساط ان تقييم الانتخابات يفيد بأن خسارة بعض حلفاء حزب الله، لا سيما المير طلال مرتبطة بالتصويت الاغترابي، وبـ»تهريب» الاصوات التفضيلية بشكل معاكس من «الاشتراكي» الى «قوى التغيير» . وتشير الى ان رسوب اي حليف في الانتخابات لا يعني خروجه من الحياة السياسية والحزبية، وهو موجود، ولكل معركة انتخابية وكل منطقة ظروفها وحيثياتها، ونقاشها يتطلب المقاربة الشاملة والمراجعة الذاتية الدقيقة.
وتشير الاوساط الى انه من الطبيعي ان يطل اللقاء ايضاً على ملف الحكومة والتمثيل الدرزي، وصولاً الى الملف الرئاسي، وليس انتهاءاً بالملف السوري وتطورات الوضع في البر والبحر.
وتكشف الاوساط ايضاً انه في الملف الرئاسي لا تزال المقاربات كلها خجولة من كل القوى السياسية والحزبية، وحتى الساعة لا يزال النقاش في العموميات وحتى داخل مجالس حزب الله والحلفاء، وما يمكن قوله ان حزب الله يرفض ان يكون المرشح الرئاسي معادياً للمقاومة او من الذين يتبعون اجندة معينة ضدها ،اما غير ذلك فلم يطرح احد بعد اي اسماء او مواصفات محددة للمرشح الرئاسي.