دموع الأسمر - الديار
لم يكترث ايا من نواب طرابلس وقياداتها السياسية واحزابها ولجانها بأزمة انقطاع المياه في مدينة طرابلس منذ ما يقارب الثلاثة اشهر، بل ايا من هؤلاء لم يلمح صهاريج المياه وطوابير ملء الغالونات تغزو شوارع المدينة.
هل كان المطلوب من رئيس محطات توزيع المياه في طرابلس كمال مولود تقديم استقالته منذ بداية الازمة، لتتوالى بيانات القوى السياسية الواحدة تلو الاخرى. لم يتوان مولود عن كشف المستور خلال اعلان استقالته من منصبه بتحميل كامل المسؤولية الى الحكومة اللبنانية وكافة المسؤولين من المراجع المختصة، واعتباره «ان هذا التلكؤ في حل قضية انقطاع المياه عن طرابلس لا يبشر بالخير»، بل ويصف المرحلة القادمة «بانها صعبة وستكون كارثة على كل ابناء المدينة».
واكد انه «بتنا كمؤسسة عاجزين عن الانتاج وضخ المياه للمناطق في طرابلس في ظل انكفاء المسؤولين عن اداء واجبهم، وبتنا نعيش على المساعدات الشهرية من بعض المؤسسات، بينما المسؤولون يتراشقون المسؤوليات». وتابع: «لا احمل المسؤولية لا للمؤسسة ولا كهرباء لبنان، بل المطلوب من الحكومة ان تأخذ دورها في معالجة حل ازمة الكهرباء لتزويد المواطنين بالكهرباء». واكد «ان مصلحة المياه لا يمكنها الاستمرار في ظل الوضع القائم بسبب ارتفاع سعر الدولار وغلاء المازوت فضلا عن تكاليف لا طاقة لنا بها. والسلطة تعمل على افراغ المؤسسات لذا قررت طلب اعفائي من مهام العمل في المؤسسة، وقدمت استقالتي بسبب ما وصلنا اليه، والوضع صعب».
يئن الشعب اللبناني من فقدان مقومات الحياة (الكهرباء، المياه)، لكن في طرابلس اشد قساوة، حيث طالت الازمة وتعدت الاشهر ولم يلحظ ايا من نواب طرابلس معاناة اهل المدينة، خصوصا في احياء القبة والتبانة والاسواق الشعبية من تفشي امراض اليرقان والكوليرا بين الاطفال والشباب وكبار السن، وارتفاع فاتورة الاستشفاء التي دفعت باغلبية المرضى الى الاستغناء عن دخول المستشفيات وتلقي العلاج في بيوتهم، الامر الذي يسهم في انتشار العدوى بين المواطنين في ظل غياب وزارة الصحة والمعنيين في لجم هذه الامراض والاوبئة.
وتحدثت اوساط شعبية عن هذه الازمة حيث اعتبرت ان الطرابلسيين يتحملون وما زالوا انقطاع التيار الكهربائي، في المقابل كانت المولدات الخاصة هي البديل، رغم المعاناة التي لم تنته فصولها بعد بدءا من ارتفاع فاتورة الاشتراك بشكل دوري وصولا الى التقنين القاسي من اصحاب المولدات بعد انقطاع كهرباء الدولة لاكثر من شهرين. وتضيف الاوساط ، حتى الساعة لم يفسر وزير الطاقة السبب وراء غياب الكهرباء بشكل نهائي عن طرابلس ولا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي ناشد المعنيين في مجلس النواب ان مدينته طرابلس تعيش بدون كهرباء منذ شهر، واعتبرت الاوساط ان هذه اللفتة من قبل ميقاتي عن معاناة الطرابلسيين دليل على انه لم يترك المدينة بل يتابع القضايا المعيشية.
واكدت هذه الاوساط انه في حال وجد الطرابلسيون البديل للطاقة، هل من الممكن ايجاد البديل للمياه في المنازل غير وسيلة شراء صهاريج المياه؟!.. وهل يمكن لانسان في القرن الواحد والعشرين ان يعيش دون ماء؟!..