دشّن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أعمال تجديد مكتبة الوادي المقدس، الكائنة في الكرسي البطريركي في الديمان وأشغال تأهيل محيطها. والتي أنجزتها "رابطة قنوبين للرسالة والتراث"، بتمويل من المهندس أنطوان أزعور، داعم المكتبة منذ تأسيسها سنة 2012 الى اليوم، في حضور المطرانين مطانيوس الخوري والنائب البطريركي المشرف على رابطة قنوبين للرسالة والتراث جوزيف نفاع وجمهور الكرسي البطريركي من الكهنة والعلمانيين والعاملين في المكتبة وعائلة أزعور وأصدقاء.
بداية ادى البطريرك الراعي صلاة التبريك ورش المياه المقدسة، ثم تحدث عن "الاهمية التاريخية لمكتبة الوادي المقدس، التي تتزايد محتوياتها من الاوراق والوثائق والكتب المتصلة بتراث الكنيسة وارثها الروحي والثقافي"، مقدرا "عمل رابطة قنوبين للرسالة والتراث وجهود داعميها المؤمنين باهمية تراثنا وماضينا لحفظ مستقبلنا".
ثم كانت جولة في محيط المكتبة، حيث جرت أعمال التأهيل التي شملت شبكة الإنارة والإتصالات والصرف الصحي وتبليط الممرات المتصلة بموقع "صخرة الدبس" على مطل الوادي وسياجات الحماية ولوحات الدلالة والإرشاد. بعدها انتقل الجميع الى داخل المكتبة، حيث تمّ تجديد التجهيزات التقنية وتطويرها. وكان عرض من أمين سر "رابطة قنوبين" الاعلامي جورج عرب، حول "تأسيس المكتبة والدور الثقافي الذي تضطلع به". وقال: "مكتبة الوادي المقدسّ هي من أبرز برامج مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدسّ. أقامتها رابطة قنوبين للرسالة والتراث، مع انطلاق هذا المشروع في 18 آب 2012. تقوم في أربعة أقبية في الكرسي البطريركي في الديمان، وتضمّ المكتبة آلاف الوثائق والأوراق التاريخية المتعلقة بحقبة قنوبين الممتدة من سنة 1404، حين جاء البطريرك يوحنا الجاجي (1404 – 1444) الى دير سيدة قنوبين، الى سنة 1808 حين حضرنا لبريسات (الديمان)، (البطريرك يوسف التيان 1796 – 1808). (ص 3 من وثيقة بيان مصروف دير قنوبين سنة 1808). كما تضم كتب صلوات ولاهوت وتاريخ ومدوّنات باحثين لبنانيين ورحاّلة أجانب عرفوا الوادي المقدس. وتتوزع هذه الكتب على لغات متعددة وسجلات الكرسي البطريركي المتعلقة بالموارد المالية وحركة المحاسبة الدورية وأوضاع المجتمع المحلي الزراعي المعيشية والإقتصادية والإجتماعية ورسائل وتقارير الزيارات الراعوية منذ سنة 1882 من عهد البطريرك بولس مسعد. (1854 – 1890).ودفاتر القيود المالية والعينية لمساعدات البطريركية المارونية في الحربين العالميتين، الأولى (عهد البطريرك المكرّم الياس الحويك 1899 – 1932)، والثانية عهد البطريرك أنطون عريضة (1932 – 1955)، وبيانات الحركة العمرانية والإنمائية التي أطلقها بطاركة حقبة قنوبين على مستوى تعمير البيوت واستصلاح الأراضي الزراعية وبناء الطواحين والجسور والمدارس .... ويجري العمل في المكتبة على جمع الأوراق التاريخية وتبويبها وترقيمها وفهرستها تمهيداً لتحقيقها ونشرها. وبوشرت في صيف 2020 أعمال طباعة أوراق الرعايا المبوّبة والمرقّمة ... وفي صيف 2021 أعمال حفظ أوراق المكتبة ممكننة ((Digitilisation".
واشار الى أن المكتبة "تشكل أحد المراجع التاريخية الهامة للطلاب الدارسين وللباحثين، وتستقبل عشرات الأشخاص منهم بصورة متواصلة وقد صدر عنها حتى تاريخه 16 كتاباً"، لافتا الى أن "رابطة قنوبين تطمح من خلال مكتبة الوادي المقدس وبالتعاون مع المعهد الحبري الماروني في روما، الى استجماع دليل علمي حول كل ما كتب عن الموارنة في مختلف الحقبات التاريخية وبمختلف اللغات وحفظ فهرس هذا الدليل في هذه المكتبة".
المطران نفاع
وكانت كلمة للمطران نفاع، اكد فيها "اننا احوج ما نكون اليوم الى ان يبقى هذا الوادي في ذاكرتنا وهذه المكتبة تعيد كتابة هذا التاريخ من جديد، وجميع الدول الكبرى تعتبر تراثها ثروة كبيرة كالبترول. لذلك طلبت من صاحب الغبطة السماح باقامة مركز الى جانب المكتبة، متخصص للابحاث الاركيولوجية، يسهم في الانتقال من الابحاث العلمية المتعلقة بالوادي الى مستوى التخصص الكفيل بكشف كل الكنوز الروحية والثقافية التي يختزنها هذا الوادي".
وبعدها انتقل البطريرك الراعي والمشاركين الى قاعة الاعمال الانتروبولوجية المتعلقة بجثامين بطاركة قنوبين واستمعوا من الدكتورة ندى الياس على شرح حول مسار الاعمال.