فاطمة شكر - الديار
يُرسمُ إطارٌ جديدٌ للعالم، ومعه تحتشدُ الملفات في لبنان وفي مقدمها التدهور الإقتصادي والإنهيار المعيشي الكبير، وملف انتخاب رئيس الجمهورية في تشرين الأول القادم، بعد أن وُضعَ ملفُ تشكيل الحكومة جانباً، رغم الدعوة لتشكيلها وإصرار بعض القوى السياسية على تشكيلها من أجل الإنقاذ.
ومع تعدد طرح أسماء لرئاسة الجمهورية من سياسيين وإقتصاديين، يبدو أن هناك تقدمٌ لمحور الممانعة في هذا الملف، ومحور الممانعة كما بات معروفاً يصب ضمن خانة ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.
حزب الله الناخب الكبير لم يحسم خياراته حتى هذه اللحظة في العلن، ما يعني أن لا شيء واضحاحتى هذه الساعة بما يخص الوزير سليمان فرنجية، خصوصاً أن العلاقة لا تزال غير واضحة بين فرنجية وباسيل، حليف حزب الله الأساسي رغم بعض الخلافات، لكن مراقبون يقولون إن التعويل يبقى على ربع الساعة الأخيرة في تحديد موقف باسيل تجاه فرنجية، كما أن مواقف رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط حيال حزب الله والإنتخابات الرئاسية تبدو -وبحسب الخبراء - عادية نظراً لأن الأخير يبدلُ آراءه بين الحين والآخر، ما يعني أن اللقاء الذي سيجمعُ جنبلاط مع حزب الله وتحديداً مع وفيق صفا والمعاون السياسي حسين الخليل سيكون محصوراً تحديداً بملف رئاسة الجمهورية ومحاربة العدو الإسرائيلي، فيما يبدو أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ينوي التوجه لتعطيل النصاب من خلال عدم تأمين حضور ثلثي النواب.
يبدو فعلياً أن الجميع يتحدث عن المراوحة في هذا الملف نظراً لاختلاف النظرة السياسية الداخلية والخارجية، وتغلبُ المناكفة والنقاش السياسي بين القوى السياسية في ظل تدهورٍ معيشي واقتصادي كبير.
ومع بدء العد العكسي للوصول إلى الإستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد ، لا بد من الحديث عن وجود صعوبات كثيرة حيال اتفاق كل الأطراف حول الشخصية التي ستصل إلى رئاسة الجمهورية، كما أن مقاطعة الإنتخابات الرئاسية من خلال عدم تأمين نصاب الثلثين بدأ يتم تناقله بشكلٍ علني.
وعليه؛ فإن حظوظ سليمان فرنجية في الوصول إلى سدة الرئاسة تبدو محسومة في حال تم إعطاء الضوء الأخضر من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط وباقي الكتل عدا «القوات».
كما أن ملف الإستحقاق الرئاسي يواجهه ملفٌ جوهري وأساسي، وهو ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وانتظار عودة المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في ظل إصرار «اسرائيلي» على المماطلة بالوقت حتى إجراء «الإنتخابات الإسرائيلية»، وهذا ما يرفضه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي حدد شهر أيلول موعداً نهائياً لهذا الملف.
خارجياً تستمرُ الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومعها تستمرُ المفاوضات الإيرانية- الأميركية بما يخص الإتفاق النووي الإيراني، بالرغم من إصرار إيران على مواقفها حيال هذا الملف، والذي سينعكس حتماً على الداخل اللبناني والإستحقاق الرئاسي المنتظر.
تحدياتٌ كبيرةٌ تواجه الإستحاق الرئاسي اللبناني وترفع مستوى الخطاب السياسي بين القوى، ما يعني مراوحةً وعدم تقدم فعلي في الملف المصيري.