أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرّها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، الى أن "عاشوراء تمخُرُ عُبَابَ التاريخ، وهي تصوغ للبشريّة صفحات عزٍّ وتسطعُ بإشراقاتِ نورٍ ووعيٍ، وتضخُّ في أَنفاس مُرْتَجي العدلِ والكرامةِ روحَ التوثُّبِ الدائمِ للتغييرِ والإصلاحِ وتجديدِ الحياةِ بكلِّ أبعادها ومستوياتها، متوسلةً نهج الاستقامة والعروج الإنساني نحو الكمال الذي تذوي عندَ عتباته نزعات الأنانيّة والذاتية والانعزال والعنصريّة، وتنهدم دونه أصنام الشرك والحقد والكراهية والطمع، لتعيش المجتمعات حضاريّةَ السلوكِ وتألّقَ قيمِ الإيمان والحق والخير والإنصاف".
ولفتت الى أنه "مع كل حَدَثٍ يجدُ فيه الظلمُ والباطلُ من ينتفضُ بوجهِهِما ويُشهِرُ السيفَ لتقويمهما، تُلقي عاشوراءُ بمواقِفِها وقيمِها وفرادَتِها لتُسهِمَ في صناعةِ تحوّلٍ إضافي جديد، عابرٍ للأزمنة والأمكنة، وصارخٍ بوجه الطُغَاة أن "هيهات منّا الذلّة" و"إنّي لا أرى الموت إلا سعادةً والحياة مع الظالمين إلا برماً".
وأعربت الكتلة عن تشاركها مع "اللبنانيين معاناتهم الناجمة عن الظلم الواقع في البلاد سواء بفعل الأداء الحكومي المرتبك أو بفعل الضغوط الخارجيّة التي تستهدف ابتزازهم على الصعيد السياسي والوطني".
وأعلنت أنها "ترقُبُ باهتمام، مسار مسألة الترسيم لحدود لبنان البحريّة، والمنطقة الاقتصاديّة الخاصّة وحقول الغاز الواقعة ضمن السيادة اللبنانيّة، وذلك بلحاظ الحقّ الوطني الذي يجب استنقاذُه وحمايته، ولأهميّة الموارد البتروليّة في معالجة أزمات لبنان النقديّة والماليّة والاقتصاديّة والتنمويّة"، مثمنة "الأداء الدقيق للمقاومة وتُراهن على يقظتها وجهوزيّتها الفعّالة من أجل تكريس حق لبنان السيادي"، مؤكدة أن "الوقت ليس مفتوحاً أمام الصهاينة لإنهاء هذه المسألة".
ودعت الكتلة "جميع القوى الوازنة على المستوى الوطني في لبنان إلى تحسس مخاطر الانزلاق نحو الفراغ على مستوى السلطة التنفيذيّة، وإلى عدم تضييع الوقت إزاء المساعي التي ينبغي أن تنشط بشكلٍ جدّي ملحوظ لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات ومؤهلة فعلاً للقيام بواجباتها في مواجهة التحديات الدستوريّة والوطنيّة، والنهوض بأعباء البلاد خصوصاً أن الازمات بلغت مبلغها على المستويات كافة، لا سيما أزمة التعليم ونحن على أبواب عام دراسي جديد مهدد وقلق".
وشددت على أن "إقرار الموازنة العامّة لماليّة الدولة، يمثّل خطوة ضروريّة لأي إنفاق من جهة ولأي إجراء إصلاحي من جهةٍ أخرى"، آملة أن "تستكمل لجنة المال والموازنة مناقشاتها لمشروع الموازنة بأسرع وقت ممكن ليصار الى اقراره في الهيئة العامة للمجلس"، مستغربة "التأخير غير المفهوم في اقرار خطة شاملة للتعافي المالي والاقتصادي والتباطؤ في اعداد ما يتصل بها من تشريعات اصلاحية".
وحيت الكتلة "بطولة حركة الجهاد الإسلامي وتناغم فصائل المقاومة الفلسطينيّة ضمن وحدة الساحات في الوطن الفلسطيني المحتلّ"، مشيدة بـ"صمود الشعب الفلسطيني وبسالته في التصدّي للعدوانيّة الصهيونيّة الغادرة وإفشال محاولتها الهادفة لتغيير المعادلة الردعيّة التي ترسّخت مع نتائج مواجهة سيف القدس العام الماضي"، سائلة الله "الرحمة للشهداء القادة والمجاهدين الأبرار والشفاء للجرحى"، مؤكدة على "وجوب الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الصهاينة ورفض كل محاولات التمييع والابتزاز على حساب حريّتهم".