عمر البردان - "السياسة" الكويتية
طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، بإنصاف ضحايا انفجار امرفأ بيروت، وعبّر عن تضامنه وتضامن الفرنسيين مع الشعب اللبناني، مؤكّداً أنه لن يدع لبنان ينهار، مذكرا في حديث لصحيفة “L'Orient Le Jour” بأنه كان اقترح إجراء تحقيقٍ دولي، لكنّ الدولة اللبنانية قررت فتح تحقيق محلي بتعاون دولي.
كما ذكّر ماكرون بأن فرنسا لعبت دورها الكامل في هذا التحقيق، وهي مستعدة للتعاون حتى النهاية، قائلا: “يجب أن تتحقّق العدالة”.
وفي الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت المروع، نظم أهالي الضحايا تظاهرة أمس، انطلقت من أمام قصر العدل في المتحف، وصولاً إلى تمثال المغترب، قرب المرفأ. وقبيل الانطلاق، أشار الأهالي في بيان إلى ان “سنتين مرتا على مجزرة العصر في ظل غياب العدالة التي هي حق للشعب اللبناني وأساس استعادة القضاء والدولة”.
ومن جهتهم، قال أهالي ضحايا انفجار المرفأ، “من المؤسف أن فرنسا، حتى الآن ترفض تقديم طلب أمام مجلس حقوق الإنسان، لتشكيل لجنة تحقيق دولية ولم يفِ ماكرون بوعوده، ونطلب من فرنسا تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية”.
وفي هذه الذكرى، لا يزال جرح أهالي الضحايا نازفاً، بحثاً عن حقيقة من هو الفاعل الذي يقف وراء هذه الجريمة التي دمرت ثلث العاصمة اللبنانية. وفي مواجهة طبقة سياسية تحاول بشتى الوسائل التعمية على القتلة، من خلال عرقلة التحقيقات التي يجريها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وهي التي كفت يده عن التحقيق لما يقارب الثمانية أشهر، جراء الدعاوى التي قام بها المتضررون من كشف الحقيقة، في وقت ما زال قسم كبير من اللبنانيين يشير بأصابع الاتهام إلى “حزب الله” وتحميله مسؤولية إحضار النيترات إلى مرفأ بيروت.
وبعد مرور سنتين على جريمة العصر، لم يستطع التحقيق اللبناني إنجاز مهمته، بفعل العقبات التي يتم وضعها في وجهه من قبل المشتبه بهم بالوقوف وراء هذا الانفجار المدمر. فكلما تقدم القاضي البيطار خطوة إلى الأمام على صعيد إماطة اللثام عن سر هذه الفاجعة، تتم إعادته خطوات إلى الوراء، بدعاوى كف اليد من قبل من طالب القاضي البيطار بتوقيفهم، للاشتباه بعلاقتهم بهذا الملف، وفي مقدمهم نائبا “حركة أمل” علي حسن خليل وغازي زعيتر.
وفي حين نكس العلم اللبناني في قصر بعبدا، أمس، حدادا على ضحايا انفجار مرفأ بيروت في يوم الحداد، لمناسبة مرور عامين على الفاجعة، لف الحزن والأسى مختلف المناطق اللبنانية، وسط إقفال عام في العديد من المناطق، ووسط مطالبات واسعة بكشف حقيقة ما جرى.
ونشرت السفارة الأميركية في بيروت، لمناسبة الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، صورةً عبر حسابها على “تويتر”. وتضمنت الصورة عبارة: “الشعب اللبناني بيستحق العدالة”، في وقت أكدت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، أن “فرنسا ملتزمة إلى جانب لبنان وهي تفي بوعودها.
وفيما طالب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، السلطات اللبنانية باستكمال التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، أصدرت بعثة الإتحاد الأوروبي في بيروت والبعثات الديبلوماسية التابعة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بياناً مشتركاً، لمناسبة ذكرى الرابع من أغسطس. وقال البيان، “نجدد تضامننا مع سكان بيروت وشعب لبنان، والتزامنا مواصلة دعمنا للاستجابة لمواجهة تداعيات الانفجار، إلى جانب الجهات الفاعلة في المجتمع المدني التي أدت دورا حاسما في هذه الجهود. وبعد انقضاء عامين، يحق للمتضررين من الانفجار بالمحاسبة”.
وغرد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، عبر تويتر”، كاتبًا: “كثيرونَ يؤمِنونَ بِالحقيقةِ وقليلونَ ينطِقون بها! مارك توين”. وأرفق تغريدته بـ “هاشتاغ” “4 آب انفجار مرفأ بيروت”.
وأكد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، أن “ذكرى انفجار مرفأ بيروت ستبقى صفحة مؤلمة في تاريخ العاصمة بيروت وكل لبنان”.
وخلال ترؤسه قداساً لراحة نفس ضحايا انفجار المرفأ، شدد البطريرك بشارة الراعي على أنه “نرفع صوت الغضب بوجه كلّ المسؤولين أيًّا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا أولئك الذين يعرقلون التحقيق كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادةً في السياسة”.
وترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة جنازاً لراحة نفوس الضحايا الذين سقطوا في إنفجار 4 أغسطس في مستشفى القديس جاورجيوس في الأشرفية.
وتوجه إلى المواطنين بالقول: “لا تتكّلوا على الرؤساء والمسؤولين بل على الله لأن الموت هو مصير كل بشري مهما كبرت ثروته ومهما تكبّر وبطش، فحياته الآتية تحددها أعماله على هذه الأرض”.
واعتبر النائب نديم الجميّل أنَّ “المسؤول الأول عن جريمة 4 أغسطس هو حزب الله”.